لقد كانت البشرية وسيلة يستعملها الكون لمعرفة ذاته، ولكن هذه المهمة ستتغير قريبًا
لقد كانت البشرية وسيلة يستعملها الكون لمعرفة ذاته، ولكن هذه المهمة ستتغير قريبًا
في الواقع.. من الممكن جدًّا أن يكون لدى آلات الذكاء الاصطناعي مهام كبرى خارج الكمبيوتر، بل قد تعمل بوصفها برامج ذكية بشكل فائق، تحتاج إلى مضيفين إلكترونيين للبقاء على قيد الحياة، قد لا يكون لديها روح أو وجه أو ضمير، أو أي من الأشياء الأخرى التي نربطها بكائنات الحياة الذكية، ولكن لأن السايبورج سيكونون قادرين على معالجة المعلومات بسرعة أكبر بكثير، فإنهم سيكونون أحياءً من الناحية التقنية وسيتجاوزوننا بالتأكيد، ومع ذلك لا يعني ذلك أن الروبوتات حتمًا ستتحول ضدنا على النحو الذي يظهر في عديد من أفلام الخيال العلمي، لأن ذكاءهم سيتفوق على ذكائنا، يُعتقد أننا لن نكون أكثر من تفاصيل في الخلفية، قد لا تختفي البشرية عن الوجود، ولكننا لن نكون غالبين، سنعيش حياتنا بين الآلات، ومن المحتمل جدًّا أن جودة حياتنا ستكون أفضل نتيجة لوجودهم!
ومع ذلك، على الرغم من وجود مجموعة من الاحتمالات غير المعروفة في ما يتعلق بالتفاصيل التقنية، فقد يكون هناك شيء واحد حقيقي إلى حد كبير، عصر نوڤاسين سيكون المرحلة النهائية للحياة على وجه الأرض، إما أن يتمكنوا من تقليل تأثيرات تغير المناخ ويقودونا نحو مستقبل أكثر إشراقًا، وإما لا، قد تصبح الأرض غير صالحة للعيش، وقد تكون حارة جدًّا حتى لا تستطيع الآلات التأقلم، ولكن بغض النظر عن علاقة الذكاء الاصطناعي بتغير المناخ، يُعتقد أن كائنًا حيًّا آخر أعلى لن يتطور أبدًا. بمجرد أن يصل الذكاء الاصطناعي إلى ذروته وتكون الآلات قادرة على تصميم وبناء وتكاثر أنفسها، سنرى تحسينات في الأنواع الحالية بدلًا من تطور نوع جديد تمامًا.
الفكرة من كتاب نوڤاسين: عصر الذكاء الفائق القادم
تكمن إحدى سلبيات التقدم العلمي في أنها تجعلنا ندرك هشاشتنا أكثر من أي وقت مضى، فالتقدم العلمي يضعنا في مواجهة سيناريوهات مرعبة متزايدة، مثل اقتراب كويكب من الأرض، أو ثوران بركان عظيم يغطي الأرض بالرماد والغبار، أو حتى تدمير الشمس لكوكبنا الوحيد. ومن خلال تقدم العلوم، زادت هذه السيناريوهات المخيفة، مما خلق إحساسًا بأن هذه الأحداث جاهزة للقضاء على الإنسانية، ولكن ظهرت بارقة أمل عندما قدم جيمس لوفلوك -مبتكر نظرية جايا- نظريةً جديدة مذهلة حول مستقبل الحياة على وجه الأرض، قال جيمس إن عصر الأنثروبوسين -عصر الإنسان- يقترب بعد 300 عام من نهايته، وقد بدأ عصر جديد بالفعل وهو عصر النوڤاسين.
وفي هذا العصر الجديد ستظهر كائنات جديدة من أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية، ستفكر بسرعة 10,000 مرة أسرع منا، وستنظر إلينا كما ننظر الآن إلى النباتات بوصفها كائنات تتصرف وتفكر ببطء يائس، وهو العصر الذي يعيش فيه الإنسان والسايبورج -الآلة الفائقة الذكاء- جنبًا إلى جنب بسلام، لأن لديهما مشروعًا مشتركًا يشدد على نجاتهما، وهذا المشروع هو إبقاء الأرض كوكبًا صالحًا للعيش.
مؤلف كتاب نوڤاسين: عصر الذكاء الفائق القادم
جيمس لوفلوك: هو عالم بيئي وكيميائي بريطاني، وُلد في 26 يوليو 1919م، واشتهر بتطوير فكرة “الأرض ككائن حي”، التي وُصِفَت لأول مرة في عام 1969م بما يُعرف الآن باسم “نظرية جايا”، تقول هذه النظرية إن الأرض تشكل كائنًا حيًّا واحدًا يتفاعل مع مكوناتها الحيوية وغير الحية للحفاظ على ثبات الظروف البيئية التي تدعم الحياة.
حاز لوفلوك عديدًا من الجوائز والتقديرات على أعماله في مجال علم البيئة والكيمياء. ومن أشهر كتبه:
Gaia: A New Look at Life on Earth
The Ages of Gaia: A Biography of Our Living Earth
The Revenge of Gaia: Earth’s Climate Crisis & The Fate of Humanity
براين آبليارد: صحفي وكاتب بريطاني، وُلد في 24 أغسطس 1951م، يعمل كاتبًا ومحررًا للصحف والمجلات، وكتب على مدى سنوات عديدة في مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك الثقافة والتكنولوجيا والفلسفة. ومن بين أعماله البارزة:
The Car: The Rise and Fall of the Machine that Made the Modern World
How to Live Forever or Die Trying: On the New Immortality
The Brain is Wider Than the Sky
براين آبليارد: صحفي وكاتب بريطاني، وُلد في 24 أغسطس 1951م، يعمل كاتبًا ومحررًا للصحف والمجلات، وكتب على مدى سنوات عديدة في مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك الثقافة والتكنولوجيا والفلسفة. ومن بين أعماله البارزة:
The Car: The Rise and Fall of the Machine that Made the Modern World
How to Live Forever or Die Trying: On the New Immortality
The Brain is Wider Than the Sky
معلومات عن المترجم:
ماجد حامد: ترجم عديدًا من الكتب، أبرزها:
فلسفة الفكاهة.
الألف دماغ: نظرية جديدة للذكاء.
العمر المديد.. لماذا نتقدم في السن؟ وكيف يمكن أن لا نهرم؟