لا تدع العدو يتحكَّم فيك كيفما شاء
لا تدع العدو يتحكَّم فيك كيفما شاء
يتعمد البعض التقليل من الآخر أحيانًا لكي يشعر هو بالرفعة، وأحيانًا لأنه يكتسب طاقة كبيرة نتيجة لمضايقته وتنمُّره على الآخرين، وأحيانًا لا يشعر المرء بحجمه إلا عندما يتقلَّص حجم الآخرين، وأحيانًا يكتسب الفرد هذا السلوك من طفولته أو من الأفلام، والأهم من كيفية اكتساب هذا السلوك هو معالجته.
ويرى الكاتب أن كلمة “متنمِّر” في حد ذاته، تعدُّ جزءًا كبيرًا من المشكلة، حيث يرتبط بها مفهوم الضحية، الذي يرتبط أيضًا بمشاعر الوحدة والضعف، فتشعر الضحية بقلة حيلتها وعدم قدرتها على مواجهة الموقف، لذا يفضل الكاتب مفهومي “محرك الدمى” و”الدمية” اللذين يُعطيان صاحبهما القدرة للسيطرة على الموقف، وقد يظن المرء بأنه الوحيد المعرَّض لهذا التنمُّر، ويأخذ الموضوع بشكل شخصي، إلا أن يقرر أن يفصح عن هذه المشاعر لشخص آخر، ويتفاجأ بأن الآخر يشعر بنفس الشعور، فيقل شعوره بالوحدة لأن هناك دمًى غيره، وهنا تصبح المشكلة جماعية، تتطلَّب حلًّا من المسبب لهذا الشعور، وليس المتأثر بهذا الشعور، وللأسف هناك بعض المؤسسات التي تشجِّع العداوات، وترفض التخلي عن هذا السلوك، ويكون الحل هنا هو الابتعاد عن تلك المؤسسات.
ويجب على المرء أيضًا تذكُّر أن النصيحة تتمثل في آراء الآخرين، يسدونها إليه بسبب ما فعله، أو ما لم يفعله متأثرين بمبادئهم الخاصة، وليست حقائق كونية، وعندما يتلقَّى المرء النصائح أيضًا من الأقارب والمعلمين، وتبدو النصائح في ظاهرها جيدة، فيمشي عليها المرء بخطى عمياء، ولكنها في الحقيقة نصائح خاصة جيدة تنطبق على مواقف معينة وليست عامة، ولذا أفضل ثوب ترتديه النصيحة هو أن تُقدم في صورة عبارات تبدأ بـ”ربما” و”قد” تسمح للطرف الآخر باستيعاب النصيحة، وعدم شعوره بضرورة تنفيذها، وضروري أن يستوعب الفرد قصوره الدائم وجهله الكثير ممن حوله، فلو كانت لديه المعلومات الكاملة حول الموقف، لعرف كيفية إصلاحه، وقد يساعده سؤال نفسه عما يمكن أن يقود الطرف الآخر لمثل هذا القول أو الفعل على معرفة ما وراء الأشياء وتخفيف حدة العدائية.
الفكرة من كتاب العمل مع العدو
يتعرَّض الجميع بلا شك لمواقف عدائية مع الرؤساء، وزملاء العمل، والأقارب، والأصدقاء، والجميع بلا شك يريدون إصلاح هذه المواقف، وتمضية حياتهم في هدوء واسترخاء، فيجمع هذا الكتاب إرشادات لتعليم الناس وتدريبهم على كيفية التعامل مع الأشخاص أصحاب الطباع الصعبة، ويكشف أنواعهم، وكيفية تحويل الموقف العدائي إلى موقف هادئ.
مؤلف كتاب العمل مع العدو
مايك ليبلينج Maik Leibling: مخطِّط بارع يعمل بالتدريب والإرشاد والكتابة، وفي عام 1995ميلاديًّا، أنشأ مؤسسة Strategy Strategy TM التي تهدف إلى مساعدة الموظفين والمؤسسات على التصرف في أثناء المواقف الصعبة، وعمل مدير مؤسسة التخطيط الاستراتيجي الدولي، ولديه العديد من مؤلفاته:
How People Tick
The A_Z of Learning
Creativity in Education.