لا تحمل قرد أحدهم!
لا تحمل قرد أحدهم!
عادةً ما ينفد وقت المديرين وعمل المرؤوسين بسرعة، لكن ما السبب في ذلك؟ راقب هذا الموقف جيدًا وستدرك الإجابة: لنفترض أن أحد المديرين كان يسير في الشركة، وشاهد أحد المرؤوسين يسير باتجاهه، ثم استأذنه وأخبره عن مُشكلة ما يواجهها في الشركة، ثم يرد المدير: أنا سعيد لأنك أثرت هذه المشكلة، إنني على عجلة من أمري، دعني أُفكِّر في الأمر وسأبلِّغك برأيي قريبًا، ثم ذهب كلٌّ منهما في حال سبيله.
عند تحليل هذا المشهد نجد أن “القرد” كان على ظهر الموظف، وبعد أن افترقا أصبح على ظهر المدير، في هذه الحالة أصبح المدير هو من يعمل عند مرؤوسيه، فكُلَّما قبل المزيد من القردة على ظهره فلن يكون أمامه متسع من الوقت للاهتمام بشؤون وظيفته الحقيقية، فكيف نتجنَّب حمل قرد الآخرين؟
عندما يشرح لك أحدهم مشكلة ما، فاسأله إن كان عليه: اقتراح حل وتطبيقه، أو اتخاذ إجراء وإبلاغك به مباشرةً، أو التصرُّف ثم إعداد تقرير بالنتيجة في اجتماع دوري، حينها ستشجِّع الآخرين على حمل قرودهم على ظهورهم، وسيكتسبون مهارات جديدة، وسيكونون أكثر ثقة بأنفسهم لأنك قد كلَّفتهم بحمل المسؤولية، وسيتوافر لك الوقت للاهتمام بوظيفتك، وهذه الطريقة تفيد أيضًا في إنشاء “بديل المُدير”، وهذا سيؤدي إلى تطوير مهارات الموظفين، وتعويدهم حلِّ المشكلات بأنفسهم أو اقتراح حلولها، ومن ثم يستطيع المدير تقييم الأفراد، وتقييم من يملك الموهبة أكثر من غيره، ومن ثم يكون قادرًا على أن يُحيل إليه الأمر عند عدم وجوده.
فالكثير من المديرين يشعرون بأنهم غارقون في متطلَّبات الوظيفة، وهم يعتقدون بأن شركاتهم سوف تنهار في غيابهم، وذلك بسبب الواجبات التي تدخل تحت مسؤولياتهم وهي ليست من مسؤولياتهم، لذلك على المديرين تحديد الأولويات ومن ثم التمسُّك بها، والحرص على الجهود التي تدعم تلك الأولويات والتغلُّب على قيود الموارد عن طريق السعي إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية والنجاح في كل خطوة من الخطوات، ووضع خطة بديلة تحسُّبًا لفشل الخطة الأولى.
الفكرة من كتاب عن إدارة الذات
يتفق كثير منَّا على أن النجاح يتطلب التركيز على أهمية إدارة الذات والثقة بالنفس؛ فالكل يسعى إلى النجاح.
يعد هذا الكتاب أحد كُتب سلسلة الأكثر قراءة، وهي سلسلة أصدرتها جامعة هارفارد من أجل مساعدة المديرين وأصحاب الأعمال، لتعزيز مهاراتهم وفاعليتهم، وقد قُدِّمت هذه السلسلة بصورة مُبسَّطة سهلة لتوفِّر الوقت وتقدِّم أفكارًا لتحسين العمل، ويأتي هذا الكتاب في مقدِّمة تلك السلسلة، حيث يبدأ بالإنسان نفسه، كيف يُدير ذاته أولًا ويضبطها ليكون قادرًا على إدارة ما حوله.
مؤلف كتاب عن إدارة الذات
مجموعة مؤلفين: أساتذة متخصصون في الإدارة وعلم الاجتماع وإدارة الأعمال ومديرو أعمال.