كي تجعلَ منتجَكَ أو خدمتَكَ فريدةَ النوع، يجبُ أن تكونَ استثنائيًا
كي تجعلَ منتجَكَ أو خدمتَكَ فريدةَ النوع، يجبُ أن تكونَ استثنائيًا
عندَ إلقائنا نظرةً على تاريخِ الإعلاناتِ والترويجِ، سوفَ نرى ثلاثَ حِقَبٍ رئيسية: عصرَ ما قبلَ الإعلانات، وعصرَ الإعلانات، وعصرَ ما بعد الإعلانات.
عصرَ ما قبلَ الإعلانات؛ كان يتَّسِمُ بتناقُلِ الإعجابِ بالمنتجاتِ شفهيًا، بين العميلِ الراضي عن السلعةِ والمستهلِكينَ الآخرين؛ فإذا ما رَضِيَ أحدُ العملاءِ عن بائعِ الخُضرواتِ في أوَّلِ الشارع، فسينتقلُ الخبرُ سريعًا وستأتي الجموعُ إليه لشراءِ الخضرواتِ الطازجة.
أما عصرَ الإعلانات؛ فهو العصرُ الذهبيُّ للإعلانات، فكلما أعلَنْتَ عن منتجِك، كلما زادَ الإقبالُ عليه بقوة، ومِن ثَم تتزايدُ المَبِيِعاتُ والأرباح.
الشركاتُ تنفقُأموالًالتجنيَأموالًاأخرى؛لتنفِقَهَاعلىالإعلاناتِ، في دائرةٍ مُفْرغةٍ لا تنتهي.
أما عصرَ ما بعدَ الإعلانات؛ فهوُ العصرُ الذي رجَعنَا فيه إلى الماضي، إلى وقتِ تناقُلِ آراءِ العملاءِ شفهيًا، بسبب عالمِ الفيسبوكِ وتويتر، الذي سهَّلَ نقلَ تلكَ الآراء.
في وقتِنا الراهن، توجدُ خياراتٌ لا حصرَ لها، ولن يقتنعَ بِكَ العميلُ بسُهولةٍ، إلا إذا كُنتَ استثنائيًا في عرضِ منتجِك؛ لذلك عليكَ إظهارُ بَقَرتِكَ البَنفسَجيّةِ لتجذِبَ لها الأعينَ من كلِّ مكان؛ التسويقُ بهذهِ الطريقةِ يُطلق عليه “التسويقُ الاستثنائي” .
الفولكس فاجن (البيتل) الجديدة كانت مثالًا صارخًا لمفهومِ “البَقَرة ا لبَنَفسَجيّة”
البيتل الأصليةُ كانت منتشرةً ومربِحَةً لأكثرَ من خمسةَ عشَرَ عامًا، لذلك إعادةُ إطلاقِ المنتَجِ الجديدِ كان تحديًا كبيرًا؛ ولكن نجحتِ الانطلاقةُ بسببِ الشكلِ المتميِّزِ والألوانِ الجذَّابةِ التي جعلتِ السيارةَ استثنائية.
انتشارُ (البيتل) في الشوارعِ، وتعليقاتُ العملاءِ المحفِّزَةِ، والتناقُلُ الشفهيُّ للآراءِ السعيدةِ بالسيارةِ، أذاعت من صِيتِها أكثرَ فأكثر.
الفكرة من كتاب البَقَرةُ البَنَفْسَجيّة
إذا ما مَررتَ بقطيعٍ من الأبقارِ في مزرعةٍ ما، ما الذي ستراه؟ اللونان الأبيضُ والأسودُ سيطغيان على صورةِ المشهد.
لكن ماذا لو رأيتَ بَقَرةً بَنَفسَجيّةً في المزرعة؟ ستشُدُّ انتباهَكَ بالطبع؛ لأنه لونٌ لم ترهُ من قبلٍ في أي مزرعةِ أبقار.
هذا المثالُ التخيليُّ يجبُ أن تحتذي بهِ جميعُ الشركات، فلو كانت المنتجاتُ والخدماتُ مثلَ الأبقارِ البيضاءِ والسوداء، فلن تجذبَ انتباهَ أحد.
إنَّ طرقَ التسويقِ التقليديةِ لم تعد ذاتَ جدوى، وإذا أردتَ النجاحَ فعليك بإنشاءِ “أبْقَارٍ بَنَفسَجيّة”؛ والتي تعني المنتجاتُ والخدماتُ الفريدةُ من نوعها، التي تجذبُ انتباهَ الجماهير.
مؤلف كتاب البَقَرةُ البَنَفْسَجيّة
“سيث جودين – Seth Godin ” هو رائدُ أعمالٍ حرةٍ وكاتبٌ وخبيرٌ مخضرم.
أسَّسَ عددًا من المواقعِ الإلكترونية، ولهُ العديدُ من الكتبِ ذاتِ الشهرةِ الواسعة منها؛ كتاب “التسويقُ بالإذن” وكتاب “مسمارُ العجلة”