كيف نحمي الذاكرة ونحافظ عليها؟
كيف نحمي الذاكرة ونحافظ عليها؟
الآن أصبحنا نعرف أهمية الذاكرة وكيف أنه لا يمكن الاستغناء عنها في أي حال من الأحوال، ولكن هل يوجد فعلًا ما يُسمَّى بتحسين وتطوير الذاكرة؟
لا شك أن أغلب الناس يربطون ألعاب الذكاء مثل سودوكو والشطرنج وحل الأحاجي والكلمات المتقاطعة بتطوير وتحسين كفاءة الذاكرة، وهذا صحيح لأن أغلب تلك الألعاب تعتمد على تشغيل مناطق مختلفة من المخ، إذ تنشئ روابط عصبية، ما يساعد على تحسين عملية تشفير المعلومات ورفع كفاءة الذاكرة القصيرة الأجل، ولكن ما لا يختلف عليه اثنان هو استخدام التكرار من أجل تحسين الذاكرة، إذ يلجأ كثير من الطلاب إلى تلك المهارة من أجل حفظ المعلومات وتسهيل المذاكرة، ومن أجل تحقيق الاستفادة القصوى يمكن تطبيق استراتيجية التكرار المتباعد، وهي تتمثل في تكرار حفظ مجموعة معينة من المعلومات ومحاولة استرجاعها على فترات زمنية متباعدة، ولأن البالغين هم أكثر من يهتمون بتحسين الذاكرة، فمن الأفضل لهم إذا أرادوا الاحتفاظ بمعلومات جديدة محاولة ربطها بأخرى قديمة يعرفونها، وتحقق تلك الطريقة نتائج مذهلة في كل مرة يتم استخدامها، ومن أجل تحسين الذاكرة، من المهم معرفة أن عقل الإنسان دائمًا ما يحب العمل من خلال الصور، إذ إن استخدام الصورة البصرية يخلق مجالًا للإبداع والتخيُّل، ويسهِّل على أدمغتنا تذكُّر المعلومات إذا كانت على هيئة صور، فمثلًا: يسهل علينا تخيُّل حصانٍ يتجوَّل في مراعٍ خضراء من خلال رسم تلك الصورة في مخِّيلتنا، عوضًا عن التفكير في الأمر على أنها مجرد مفردات، ومن هذه النقطة تحديدًا اخترعت الخرائط الذهنية التي تساعد على خلق روابط عديدة بين مجموعة من المعلومات التي قد لا تكون مترابطة، وإنشاء علاقات متداخلة بين المفاهيم والمصطلحات المختلفة، لهذا تعدُّ الخرائط الذهنية واحدة من أفضل الطرق في التذكُّر والاسترجاع.
الفكرة من كتاب الذاكرة.. مقدمة قصيرة جدًّا
لطالما كانت الذاكرة وآلية عملها وتكوينها محط اهتمام وأنظار المجتمع العلمي بأسره، ولعلَّ ذلك بسبب الحيرة الكامنة وراء عدم معرفة السبب الحقيقي وراء نسياننا لأشياء قد تكون حصلت خلال اليوم ونذكر أشياء حصلت منذ عقود، هل نستخدم ذاكرتنا في تذكُّر الأشياء فحسب أم أن للذاكرة استخدامات أخرى؟ وكيف نسترجع الأحداث من ذواكرنا، والأهم من ذلك كيف تعمل الذاكرة وكيف تخزن أدمغتنا المعلومات؟ وما مرض فُقدان الذاكرة؟ وماذا عسانا أن نفعل من أجل تقوية ذاكرتنا؟
مؤلف كتاب الذاكرة.. مقدمة قصيرة جدًّا
جوناثان كيه فوستر: عالم وأستاذ في مجال علم النفس العصبي السريري وعلم الأعصاب السلوكي، يشغل حاليًّا مناصب متعددة، من بينها: زميل أبحاث أول في علم الأعصاب المعرفي بجامعة «إديث كوان» بأستراليا، وأستاذ أبحاث في علم النفس العصبي بجامعة غرب أستراليا، لديه عيادة طبية قائمة تقدم استشارات لمرضى فقدان الذاكرة ومن يعانون أنواعًا أخرى من الخلل الإدراكي.
معلومات عن المترجمة:
مروة عبد السلام: تخرَّجت في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن عام ٢٠٠٥م، وبدأت حياتها المهنية مترجمةً ومحررةً في صحف يومية ودور نشر معروفة، كما فازت في عدد من المسابقات الأدبية، منها: مسابقة “قصص على الهواء” التي تقدمها إذاعة “بي بي سي”، ولها مساهمات في مجلات وصحف مرموقة، كما ترجمت العديد من الكتب، وتشغل الآن منصب مدير التحرير بإحدى دور النشر الكبرى.
ومن الكتب التي ترجمتها: “اللاسلطوية” لكولين وارد، و”الذاكرة” لجوناثان كيو فوستر، و”أقمار المشترى” لأليس مونرو.