كيف تكون قائدًا أو موظفًا فعالًا؟
كيف تكون قائدًا أو موظفًا فعالًا؟
تعجُّ أماكن العمل برؤسَاء ومرؤوسين سيئي المعاملة، ومزعجين، ومتنمِّرين، وهؤلاء يستنزفون طاقة ومعنويات وإنتاجية المؤسسات والموظفين، وللتعَامل معهم يجب وضع حد لهم، من خلال إرسالهم للعلاج، أو الجلسات الاستشارية، لكي يفهموا عمق المشكلات التي يسبِّبونها، وللقائد الذكي دور في ذلك من خلال: تحديد الأشخاص مثيري الشغب، واجتثاث السلوك السيئ في مهده، ومحاولة إصلاحه، وتوضيح الأشياء التي لا يمكن التهاون معها، وإن لم يتم إصلاح الخلل يجب فصلهم، وتذكَّر عزيزي الموظف، أن أماكن العمل هي مجتمعات كاملة، وكل فرد لديه الحق في التصدِّي للمتنمِّرين، أو الإبلاغ عن سوء المعاملة، وقد يكون من الصعب التخلُّص من السلوك الفظ أو الغاضب الصادر عن الزملاء والزبائن، ولكن باستطاعتنا أن نوقف حدوثه.
والقائد الفعال يهتم ببيئة العمل ككل، ولذا يلزمه بعض الصفات التي يجب أن يتحلَّى بها، فيجب عليه أن يهتم بالموظفين، ويركز عليهم من خلال معرفة نقاط قوتهم، ودفعهم إلى القيام بأفعال ما كان لهم أبدًا أن يفْعلوها من تلقاء أنفسهم، ويجب عليه أن يكون مستمعًا جيدًا، ومنفتحًا يعامل الجميع بعدل وإنصاف، كما أن القادة الاستثنائيين لا يسبِّبون التوتر لغيرهم بل يساعدون على تقليله، وتكون مهمتهم ليست عائدة فقط لمنفعَتهم وتكريمهم، بل من أجل خدمة عملائهم وموظفيهم، وأثبتت الدراسات أن التوتر يتقلص بشدة في المؤسسات التي يديرها قادة جيدون.
الهوس بالأرقام؛ فالسعي الرهيب نحو المزيد من المبيعات والأرباح الضخمة يقود إلى أساليب ضغط، وممارسات مثيرة للتوتر، وعندما يكون لدى الموظفين أهداف واضحة، وتوافق جيد بين التحدي الكامن في النشاط ومجموعة المهارات، يسهل الوصول إلى ما يُسمى بحالة التدفق، وهو شعور بالتركيز الشديد، والاندماج الكامل في المهمة، لدرجة تُفقِدك إحساسك بالوقت، وتنقطع عن كل المشتِّتات، ولِجعل جميع الموظفين يصلون إلى تلك الحالة ليس بالأمر الصعب، يلزمك فقط كقائد إعطاؤهم مهمات مناسبة تُشعرهم بالحماس والتحفز، لأن حالة التدفق تتميز بالمتعة ووفرة الإنتاج في آنٍ واحد.
الفكرة من كتاب هل يقتلك العمل؟
من يديرون المؤسسات لا ينفكُّون عن رفع وتأجيج مستويات التوتر لدى موظفيهم، وهذا ينعكس بالسلب على إنتاجية العمل، وعلى الموظفين أنفسهم، فهذه ليست مشكلة مقر عمل فحسب، بل هي مسألة صحة عامة لأنها تؤثر في أناس كُثر خارج محيط العمل.
ولخطورة توتر العمل كان هذا الكتاب بمثابة جرس إنذار، ودعوة للتغيير، وهو دليل علمي مفصل للبدء في عملية تقليل الضغوط في مكان العمل، وتشجيع الناس على التحدث، والتعبير عن آرائهم، ومقاومة التوتر المفرط في مقر العمل، والقضاء عليه من خلال توفير حلول عملية، وتقنيات سهلة للتكيف مع توتر العمل.
كما أوضح الكاتب الأدوات اللازمة لمنع الإضرار بمواردنا الأكثر قيمة ألا وهي أنفسنا، وكذلك قام بحصر المشاكل التي تُسهم في الإنهاك، وانخفاض الإنتاجية، وهي: الحجم، والسرعة، وسوء المعاملة، ووضَّح طرقًا فعالة للتعامل معها، من خلال خبراته السابقة.
مؤلف كتاب هل يقتلك العمل؟
ديفيد بوزِين: طبيب، ومحاضر، وكاتب، تخرَّج في كلية الطب بجامعة تورنتو عام 1967، وفي عام 1985 تخلَّى عن ممارسة الطب، وكرَّس حياته ووقته لتقديم المشورة بشأن الحياة والعلاج النفسي، ولمساعدة الناس في التعامل مع الإجهاد والتوتر الناتج عن ضغوط العمل، وهو صاحب الكتاب الأكثر مبيعًا “The Little Book Of Stress | الكتاب الصغير لتخفيف التوتر” الذي تمَّت ترجمته إلى ست لغات، كما يظهر الكاتب على التلفاز، وفي الإذاعة على الصعيد الوطني.
ومن أهم مؤلفاته:
The Little Book Of Stress.
Always Change a Losing Game.
Staying Afloat When The Water Gets Rough.