كيف تعرف أنك تعاني ضعف الإيمان؟
كيف تعرف أنك تعاني ضعف الإيمان؟
هناك عدة أعراض ومؤشرات مختلفة تدلك على كونك ممن يعانون ضعف الإيمان ويحتاجون إلى علاج لتلك المشكلة، وأول هذه المؤشرات هي استجابتك الفورية لارتكاب المحرَّمات واقتراف الذنوب والآثام إلى أن تصير المعصية مألوفة ومحببة إلى قلبك لا ينفر منها مما يُعرِّضك للقبول بالمجاهرة بها أمام الجميع لاحقًا، وثانيها أن يشعر الإنسان بنفسه أنه لا يستجيب إلى المواعظ وما يرقِّق القلوب من مشاهد الموت والجنازات والابتلاءات، بل يجد قلبه كأنه حجرٌ لا يؤثر فيه شيء البتة، وهذا ما جاء في الآية الكريمة: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾، وأما في أداء العبادات فإن ذلك الشخص يكون شاردًا غير حاضر ذهنه في الصلاة أو التلاوة أو غيرهما، بل تمر المعاني الإيمانية عليه مرور الكرام دون تدبُّر، هذا إن لم يتكاسل في أداء عباداته أو قام بها وهي ثقيلة على قلبه متأففًا وعلى وجه الخلاص من تلك الفروض، وقد يتعمد ترك كل السنن مثل صلاة الكسوف أو الخسوف والعيد والضحى أو غير ذلك ويكتفي بالفروض، أما حياة ذلك المرء فلا تخلو من التأفُّف على أتفه الأمور ويضيق صدره بكل شيء سريعًا تاركًا التأسِّي بحديث النبي (صلى الله عليه وسلم): “الإيمان: الصبر والسماحة”.
ولأن مظاهر ضعف الإيمان متعددة فلا تقف عند هذا الحد، فنقول كذلك أن من المؤشرات انطفاء لهب غيرة وحمية الشخص للدين، فلا يغضب لانتهاك محارم الرب (سبحانه) لكون المعروف والمنكر عنده سواء، ومنها الشح والبخل الشديد وبخاصةٍ في إخراج الزكاة والصدقات وبذل الأموال في الخير، وقد جاء الحديث النبوي الشريف مؤكدًا أنه “لا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدًا”، وبعض الناس تتوقَّف حياتهم على معيار الإثم فقط فيسألون قبل أن يفعلوا شيئًا: “هل هناك إثم على هذا الفعل؟ هل هو حرام أم مكروه؟”، وبالتالي فهم على خطر عظيم لأنهم لا يجدون حرجًا في المكروهات والمشتبهات، فلا يكون بينهم وبين الحرام أي سياج، بل ينطبق عليهم حديث النبي (صلى الله عليه وسلم): “مَن وقع في الشُّبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى، يُوشك أن يقع فيه”.
الفكرة من كتاب ظاهرة ضعف الإيمان: الأعراض – الأسباب – العلاج
يشكو كثيرون منَّا داء ضعف الإيمان والشعور بعدم تأثر القلب بالمواعظ والمشاهد التي يفترض أن يرق قلب الإنسان لها كالجنازات والابتلاءات وغير ذلك، وقد يشكو عدم تلذُّذه بالعبادات كما كان من قبل، أو أنه لا يستشعر جلال العبادة وجمالها فيؤديها كأنما كانت شيئًا على كمِّه ثم سقط! يعالج كتاب “ظاهرة ضعف الإيمان” هذه الظاهرة من خلال الحديث عن أعراضها وأسبابها وسُبل العلاج منها.
مؤلف كتاب ظاهرة ضعف الإيمان: الأعراض – الأسباب – العلاج
محمد صالح المنجد: داعية ومؤلف سوري، وُلد عام 1961م وأقام بالمملكة العربية السعودية فدرس بها حتى تخرج في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، كما درس العلوم الإسلامية على يد ثُلَّة من علماء المسلمين وشيوخهم، وشغل كذلك إمامة جامع عمر بن عبد العزيز بالخبر بالمملكة، وهو مؤسس موقع “الإسلام سؤال وجواب”، وله محاضرات وبرامج مرئية ومسموعة، إضافةً إلى تركته من كتب الدعوة والعلوم الإسلامية، ومنها:
كيف تقرأ كتابًا؟
33 سببًا للخشوع.
كيف عاملهم؟
معاني الأذكار.