كيفُ يؤثرُ علينا الخوفُ من الخَسَارة
كيفُ يؤثرُ علينا الخوفُ من الخَسَارة
فاز “دانييل كانيمان” بجائزة نوبل في الاقتصاد، عن نظريةٍ تشرحُ مفهومَ “القيمةِ مُقابلَ المال”. تنصُ النظريةُ على ما يلي:
– لا يمكن قياسُ قيمةِ المالِ إلا بنقطةٍ مَرجعيةٍ لكل شخص
– كلِ شخصٍ حساسٌ بدرجةٍ غيرِ مُتساويةٍ للخَسَارة النقدية
– لا أحد يحب أن يخْسَرَ المال.
يفوقُ الخوفُ من خسارةِ المالِ مُتعةَ الربْح. هذا الخوفُ يدفعُنا إلى تفويتِ فُرصٍ كبيرة. لهذا السبب، سيترددُ المُستثمرُ في بيع الأسهمِ، على الرُغمِ من تراجعِ السعر. إن كُرْهَهُ للخسائرِ سيمنَعُهُ من البيعِ عندما ينخفضُ السعرُ إلى ما دونَ القيمةِ التي دَفَعَهَا، مما يتركُ السعرَ ينخفضُ أكثرَ، إلى أن يُصبحَ الاستثمارُ بالفعلِ في المِنطقةِ الحمراء.
دليلٌ آخرٌ على هذا النُفُورِ من الخَسَارةِ، هو “تأثيرُ الموارد”، الذي يوضحُ أن البشرَ يُولُونَ قيمةً أكبرَ للأشياءِ، لمُجردِ أنّهم يملِكُونَها. نحن نُضيفُ قيمةً وأهميةً إلى الأشياءِ التي لدينا بالفعل، ويظهرُ هذا جليًا عند عَرْضِنَا لها للبيع. على سبيل المثال، إذا كنتَ تحاولُ بيعَ ساعةٍ قديمةٍ تخُصُّ والدَك، فقد يكون السعرُ الذي تتوقعُهُ أكبرَ بكثيرٍ من المبلغِ الذي سيكون المُشتري العادلُ على استعدادٍ لدفعِه. ستضيفُ قيمةً وَهْمِيةً إلى القيمةِ الفعليةِ للساعةِ، نظرًا لارتباطِكَ بها وارتباطِهَا بوالدِكَ. هذه الرابطةُ ليس لها قيمةٌ عند المُشتري، لذلك فلن يرىَ أيَّ مُبررٍ لسعرِك.
إن خوفَنَا المتأصلَ من فُقْدَانِنَا لشيءٍ ما، يُحَفّزُنَا على تعويضِ هذه الخَسَارةِ من خلال التأكيد على قيمةٍ أعلى.
الفكرة من كتاب التفكيرُ السريع والتفكيرُ البطيء
في هذا الكتاب، يشرحُ عالِمُ النفسِ، الحائزُ على جائزةِ نوبل في الاقتصاد “دانييل كانيمان” طريقةَ عملِ عُقُولِنَا، وكيف يعملُ النظامان اللذان يوجّهانِ أفكارَنا. وَفقًا للكاتب، فإن فَهْمَ كيفيةِ عَمَلِ هاتينن الطريقتين للتفكيرِ؛ سيساعدنا في اتخاذِ القرارات الشخصيةِ والمِهْنِيّةِ الصحيحة.
مؤلف كتاب التفكيرُ السريع والتفكيرُ البطيء
حصل دانيال كانيمان على الدكتوراه، وعلى جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2002. وهو كبير الباحثين في كلية وودرو ويلسون للشؤون العامة والدولية، وهو أستاذ فخري في علم النفس في جامعة برينستون، وزميل مركز العقلانية في الجامعة العبرية في القدس.