كيفية التعامل مع الشخص المنتقد
كلنا في حياتنا شخص مبتعجبوش أي حاجة بنعملها.
شخص لازم يطلع عيب في أي شيء.
وبيكون مبسوط بدا.
وبيفرض آرائه ونصايحه على الناس.
وغالبًا بيعمل دا بأسلوب فظ، وغير لائق.
ومبيحترمش مجهود الناس، ولا يقدرهم.
أو حتى يقول كلمة في حقهم، غايبين كانوا، أو موجودين.
الشخص دا اسمه (المنتقد).
ومهما كان المجهود اللي بتبذله، والحدود اللي بتعملها بينك وبينه؛ فغالبًا لن تسلم منه.
أنت مش محتاج تغير من نفسك، وتبذل مجهود زيادة، بقدر احتياجك لفهم طبيعة الشخص، وقبولها، ومعاملته على إنها لن تتغير.
وإن الحل الأسلم عدم التأثر بنقده، وإن كانت هناك نصائح حقيقية في النقد؛ فلترها واستفيد منها.
لكن متحملوش على محمل الجدية، وتسمح له باختراق دفاعاتك وأذيتك.
هو بيعمل كدا: لأنه اتعود يبص بس للأخطاء.
الحاجة اللي بيدور عليها في الأشخاص أو الأعمال المبذولة = الأشياء الخاطئة أو الناقصة.
المؤشر السلبي دا هو اللي بيميزه.
وإن كانت هناك خصائص أخرى بتميزه؛ زي البحث عن الكمال، والاندفاع، وحب الرياسة، وإصدار الأحكام، وحب السيطرة، والعجفرة، والتسبب في إنهاك الآخرين.
الشخص المنتقد بيستخدم عدة طرق، منها مثلًا:
1. التشكيك.
وإنك متاخدش من وراه معلومة مفيدة، بل إهانة مشوبة بالغموض وانتقاص.
يخليك تحس بالشك لحد ما يبوظ قدرتك على التكيف، وتكره أي نقد وتعديل.
حتى لو كان صحيح، أو فيه مصلحة ليك.
هو أنا فعلًا بعرف أعمل الحاجة اللي هو بينتقدها دي، ولا لأ؟
طب لو مبعرفش؛ هو مدحها ليه قبل كدا، أو منتقدهاش وقال تعديلات عليها؟
مش جايز أنا اللي ظالمه، أو فاهم رسايله غلط.
هو بيبعت رسايل مغلوطة.
ومبيعتمدش على النقد المباشر بس.
2. الإسقاط.
ودا أحد الدفاعات النفسية المشهورة.
علشان متحسش بالفشل، أو إنك مبذلتش الجهد الكافي مثلًا في شيء ما = فترمي إحساسك دا على غيرك.
تلاقي الأب مثلًا بينتقد كل حاجة بيعملها ابنه، تتعلق بالدراسة.
لو جاب درجات قليلة مثلًا، أو مطلعش الأول على الفصل علطول؛ فأكيد هو فاشل، ومش بعيد يتعاقب.
ومش كدا وبس، دا هيلاحقه دايمًا بالتعليقات السلبية.
وإن كأن الظاهر هو عاوز مصلحته.
بس في الحقيقة هو بيُسقِط كرهه للفشل، وعجزه على ابنه.
3. التعميم.
ودا من أسوأ الأساليب، وأكثرها تدميرًا للنفسية.
لأن الشخص بيظهر كأنه معملش حاجة صح في حياته، أو مأنجزش شيء في الشغل.
كل اللي بيعمله غلط.
بس، خليني أقولك إن: التعميمات تضخيمات لحقائق بسيطة.
وكل ما التعميم دا كان فيه شيء من الحقيقة أصبح من السهل تضخيمه، وخصوصًا من الشخص اللي بيتعرض للانتقاد.
لو أنت فعلًا كسلت في شيء، وحد انتقدك بعنف؛ فالنقد بس مش التضخيم الوحيد، لكن نظرتك لنفسك، وتضخيمك للكسل.
وغالبًا ما بيلجأ الشخص للتعميم؛ علشان يهاجم الطرف المقابل.
بدل من التعامل مع المشكلة نفسها، وإيجاد طرق لحلها.
4. إطلاق الحكم.
أكيد مسلمتش الشغل في ميعاده؛ لأن الشغل مش أولوية عندك.
أو عمرك ما فكرت في بيتك وأولادك؛ هتفضل أناني كدا.
الشخص المنتقد كأنه بيجلس على العرش؛ وبيمنح نفسه حق الحكم على كل شيء.
دا طويل ودا قصير، دا كامل ودا ناقص، دا ملحه زيادة ودا ملحه ناقص.
طيب نتعامل ازاي مع الشخص المنتقد؟
بصراحة، الشخصية دي من أصعب الشخصيات، وأذاها بيصل للنخاع.
والمشكلة مش متعلقة بيها بس، بل بينا كمان.
إننا عاوزين الناس كلها تعاملنا كويس، ومش متوقعين إن فيه ناس ممكن تحكم على غيرها، وتنتقدها ومتعطيهاش التقدير المناسب.
ودا بيصيبنا بالإحباط والحزن.
ببساطة: أحنا مش عاوزين نقاوم، ولا نستحمل.
مش عاوزين نصبر، أو حتى نطلب منهم يلزموا حدودهم.
1. ضع نفسك مكان المنتقد.
ايه السبب اللي بيدفعه لدا؟
هل مر بطفولة صعبة؟ أو دي طريقته الطبيعية في التعامل مع الناس؛ اللي اتعود عليها؟
أو هل أنت موصلتلوش رسالة صريحة إن نقده بيأذيك؟
دا احتمال وراد على فكرة.
احتمال إنك معبرتش عن امتعاضك وضيقك، وإنك مطلبتش منه يعاملك بأسلوب أفضل.
المهم، إن وضع نفسك مكانه هيساعدك على فهم أسبابه.
حتى لو بيعمل دا علشان يضايقك؛ هتفهم دا، وهتستريح من جلد نفسك.
وتتقبل إن مش كل الناس هتعاملك كويس، ولا تنتظر تغييره، أو اعتذاره.
2. لا تغلق آذانك.
فلتر النقد اللي بيوصلك.
أكيد فيه حاجات صحيحة، وتلقيها هيفيدك في تطوير نفسك.
خليك منفتح على النقد.
ومتاخدش الأمور بشكل شخصي.
3. ضع حدود للتعامل بينكم.
لو أصدقاء في العمل خلي علاقتكم محكومة بإطار الشغل، وخلي النقاشات متعلقة بالشغل بس، وبألفاظ محددة وصريحة.
خلي المهام والمسؤوليات واضحة.
ولو تعدى حدود وظيفته مثلًا والألفاظ المقررة؛
نبهه بأدب لدا أول مرة، وبعد كدا بلغ المدير.
متخليهوش يتعود يتجاوز سلطاته، أو يتجاوز حدود الأدب.
وبس كدا.
سلام.