كاريزما القائد
كاريزما القائد
يعتقد بعض الناس أن القادة يجب أن يكونوا لا مثيل لهم في الصدق والأمانة والوسامة والالتزام، وهذا الاعتقاد الخاطئ هو ما يجعل بعض القادة والذين معهم مشغولين دائمًا بإخفاء عيوبهم، وليس إصلاحها أو التعامل معها، خوفًا من أن يفقدوا قلوب الناس إذا لم يروا فيهم هذه الصفات المنسوبة ظلمًا للقائد الكاريزمي.
ولكن إذا سألت شخصًا عنده صفات القائد الحقيقي عن أهم أهدافه، سيرد عليك دون أي تردُّد في أقل من الثانية لأنه يرى الهدف دائمًا بكل وضوح، بل ويعمل على إظهار هذا الهدف للجميع، ليسير الناس خلفه في نفس الاتجاه، وهذه هي أهم وأولى صفات القائد الكاريزمي كما تُسمى بلغة الإدارة “الرؤية”، لأن الناس عادةً لا تسير خلف من لا يرى الطريق بوضوح، والقرارات الناتجة لهذه الرؤية يجب أن تُصاحب بالصفة الثانية للقائد، وهي اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
وهناك من يخلط بين القتال والشجاعة، والفرق كبير، فكم من مقاتل لا يتحلَّى بالشجاعة! لذا فالصفة الثالثة للقائد الكاريزمي ليست الشجاعة فقط، ولكن أضاف الكاتب إلى الشجاعة القدرة على المواجهة لتأكيد أهميتها، فالذي لا يتحلَّى بالشجاعة الحقيقية يتمنَّى أن تُحل المشكلة من تلقاء نفسها، ويؤجل المواجهة قدر المستطاع، وهو لا يُدرك الأثر السلبي لهذا التأجيل في حضوره بين الناس، تخيَّل لو أن الرئيس الراحل عبد الناصر لم يواجه الأمة بعد هزيمة 67!
ولعلَّنا نسمع كثيرًا مقولة: “ديمقراطية القرار، وديكتاتورية التنفيذ”، أي أنه لا مشكلة في التفكير والمشورة، والبحث قبل القرار، ما دام هناك وقت، وأن الظروف تسمح بذلك، ولكن بعد القرار لا يجوز أن يُظهر القائد أي تردُّد وإلا سيفقد حضوره بين أتباعه، بل وقد يفقدهم هم شخصيًّا كأتباع له، وهذا هو ما يميز القائد الكاريزمي عن غيره، وكذلك الثبات في الوقت الذي يتردَّد فيه الناس، وهذه هي الصفة الأخيرة التي يجب توافرها في القائد، وقد يتساءل البعض: “أهذه هي فقط كل صفات القائد الكاريزمي؟ وأين حسن اختيار القائد لمعاونيه؟ وأين مهارات التفويض؟ كل هذه الأسئلة منطقية، لكن حسن الاختيار للمعاونين، واهتمامه بفاعلية التفويض هي فعلًا من ضمن متطلَّبات عمل أي قائد، ولكنها ليست من ضمن صفاته.
الفكرة من كتاب أصحاب الكاريزما
ما الكاريزما، ومن هم أصحابها، وما القيادة؟ وهل هناك فرق بينها وبين الإدارة، النجم والزعيم والقائد والمدير، فهل كلهم من أصحاب الكاريزما؟ وهل يجب أن يكونوا كذلك؟ وهل كل صاحب كاريزما يصلح قائدًا بطبيعة الحال؟
يوضِّح الكتاب إجابة كل تلك الأسئلة وغيرها، ويأخذك في رحلة حول القيادة والإدارة والنجومية والزعامة مع أصحاب الكاريزما.
مؤلف كتاب أصحاب الكاريزما
إيهاب فكري: هو أحد المهتمين بتنمية القدرات الإدارية الشبابية في مصر، حاصل على بكالوريوس إدارة الأعمال من جامعة عين شمس، ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، ودرجة الدكتوراه في استراتيجيات التسويق من الجامعة الأمريكية بلندن، وله العديد من المؤلفات، منها:
فن الكلام وأسلوب الحوار الناجح.
شارع النجاح.
بين يدي أستاذي.