قوامة الرجل
قوامة الرجل
يقول تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾، وتلك الدرجة درجة تكليف لا تشريف، وعلة ذلك ما اختص الله به الرجل من قوة جسدية ومنطقية وعقلانية في التفكير، وجلَد وصلابة، وثبات في المزاج نسبيًّا مقارنة بالمرأة، التي تغلبها عاطفتها وسرعة انفعالها وتقلب مشاعرها، والمرأة تحب أن تركن إلى رجل مكتمل الرجولة ولا تحب أن تتقدمه، بل لو وجدت نفسها أكثر منه قدرة على القيادة وتصريف الأمور نقصت رجولته في عينها، فالله خلقنا باحتياجات نفسية متكاملة لا متنافرة، وبمهارات متفاوتة لنتكامل بها ونتحد، لا لنتعالى أو يطغى بعضنا على بعض، وكلا الطرفين مأموران بحسن العشرة.
ومن قوامة الرجل يأتي الفرق في طريقة معالجة النشوز، فللرجل تأديب امرأته بما شرع الله، بينما تشكو المرأة زوجها ولا تؤدبه، وفي ذلك حفظ الأسرة واستقرارها، ومراحل التأديب تبدأ بالوعظ الحسن، فإن لم تستجب المرأة هجرها زوجها في مضجعه، ويكون ذلك بأن يوليها ظهره لا أن يغادر الغرفة، والمرأة السوية تستجيب لمثل ذلك، فإن لم تستجب كان له أن يضربها ضربًا غير مبرح، ولا يكون الضرب انتقاميًّا، وإنما هو ضرب غرضه إصلاح ما بين الزوجين، ولا يتحقق ذلك بحال من الأحوال إن كان الضرب فيه إهانة أو أذى، ولنا أن نذكر أن أشرف الخلق محمدًا (ﷺ) لم يضرب امرأة قط.
الفكرة من كتاب وليس الذكر كالأنثى
يقول الله تعالى في كتابه على لسان امرأة عمران: “وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ”، فما أوجه الاختلاف إذًا؟ وما الحكمة منها؟ وما مدى توافق تلك الفكرة مع الأبحاث العلمية والدراسات النفسية الحديثة؟
عن تلك الأسئلة يجيب الدكتور الخشت متناولًا في طرحه الجانب الفسيولوجي والنفسي والعقلي للرجل والمرأة في العلوم الحديثة، مؤكدًا أن غرض الدراسة ليس المفاضلة بين الجنسين بأي حال من الأحوال، وإنما بيان حال وجمع دلائل الآية الكريمة، فقد ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة من حيث القيمة، وفي ما يتصل بالإنسان من حيث كونه إنسانًا، ثم فرق بينهما في نواحٍ أخرى باختلاف تكوين كل منهما ووظائفه التي أعده الله لها، بما يعلم أنها الأصلح له وللأسرة وللمجتمع ككل، فجعل اختلافهما ليكمل كل منهما صاحبه ويسكن إليه، فينطلقا معًا لمراد الله فيهما على الأرض.
مؤلف كتاب وليس الذكر كالأنثى
محمد عثمان الخشت: كاتب ومفكر وأستاذ جامعي مصري، يشغل منصب رئيس جامعة القاهرة منذ عام 2017، حاصل على الدكتوراه في فلسفة الأديان من جامعة القاهرة، تولى عددًا من المناصب القيادية في نفس الجامعة، منها أنه كان مستشارًا ثقافيًّا فيها، كما كان المُؤسس والمُشرف على مشروع جامعة القاهرة للترجمة، وشغل الخشت منصب المُستشار الثقافي المصري لدى المملكة العربية السعودية، صنفه كرسي اليونسكو للفلسفة ضمن الفلاسفة العرب المعاصرين.
له عدد كبير من المؤلفات في الأديان المُقارنة وفلسفة الدين والفلسفة الحديثة والمُعاصرة، وفي البحوث العلمية وفي السياسة والاجتماع والعلوم الشرعية، وكُتِبت لبحث منهجه ومشروعه الفكري عديد من المؤلفات من كتاب معاصرين.
من مؤلفاته:
مدخل إلى فلسفة الدين.
نحو تأسيس عصر ديني جديد.
المرأة المثالية في أعين الرجال.
مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي: واستراتيجيات إقامة الدولة الفلسطينية.