عناصر المؤامرة
عناصر المؤامرة
عندما عقد المؤتمر الصهيوني المكوَّن من أعتى حكماء صهيون في بال بسويسرا برئاسة هرتزل سنة 1897، قرَّروا خطة سرية لاستعباد العالم كله تحت ملك من نسل داوود، وحافظوا على سرية هذه الخطط، فحجبوها عن الآخرين وإن كانوا من زعماء اليهود أنفسهم، حتى استطاعت سيدة فرنسية في اجتماع مع أحد الرؤساء اختلاس بعض هذه الوثائق، وأوصلتها إلى “أليكس نيقولا”، وهو من أعيان روسيا الشرقية في عهد القيصرية، ومنه انتقلت إلى العالم الروسي “سرجي نيلوس”، وهذه هي البروتوكولات الموجودة بين أيدينا اليوم.
هذه البروتوكولات تشكِّل عناصر المؤامرة كما وصفها الكتاب، وتدور حول خطط اليهود للسيطرة على العالم لمصلحتهم وحدهم، وهي خطة قديمة يتم تنقيحها من قبل حكماء اليهود وفقًا للأحوال القائمة مع الحفاظ على توحيد الغاية منها، ألا وهي هدم الحكومات في كل الأقطار واستبدالها بحكومة ملكية استبدادية يهودية.
في سبيل هذه الغاية يعمل اليهود على إلقاء بذور الخلاف بين الشعوب عن طريق الجمعيات السياسية والدينية والرياضية التي تعمل لهذا الغرض في إطار سري، والوسيلة الأساسية التي يستعين بها اليهود لهذا الغرض هي الصحافة والإعلام ووسائل الطبع والنشر، وقد اكتسبوا هذه السيطرة عبر احتكارهم للذهب، أساس الاقتصاد العالمي.
من خلال هذه القوة أفسد اليهود الشباب وتركوا أثرًا سلبيًّا في الأديان والقوميات والضمائر وفي نظم الأسرة، وأشاعوا المنكرات والرذائل من جهة، ومن الجهة الأخرى فقد استطاعوا استغلال السيطرة على الذهب في اصطناع الأزمات الاقتصادية العالمية بحيث يضطر العالم إلى اللجوء إليهم ويرضى الجميع صاغرين بالسلطة اليهودية العالمية.
وكما ذكرنا سابقًا، فإن هذه الخطط جميعًا مبررة باعتقاد اليهود أنهم بانتظار المسيح الذي سينقذهم، ولن يتحقَّق ذلك إلا بعد القضاء على السلطة الأممية والاستيلاء عليها لأنها اختصاصهم الذي وعدهم الله به، فهم يحرمون سرقة اليهودي لأخيه اليهودي لكنهم يجيزونها أو يوجبونها أحيانًا على الأمم الأخرى لأن الله وفقًا لمعتقدهم قد خلق جميع الخيرات لليهود، فهي حق لهم، ويجب أن يمتلكوها بأي طريقة ممكنة.
الفكرة من كتاب بروتوكولات حكماء صهيون: النص الكامل للمخطوطات الصهيونية للسيطرة على دول العالم
في عام 1897م، عقد الاجتماع الأول بين زعماء الصهيونيين لدراسة الخطط التي تؤدي إلى تأسيس مملكة صهيون العالمية، بقيادة زعيمهم هرتزل وبحضور ثلاثمائة من أعتى حكماء صهيون ممثلين عن خمسين جمعية يهودية، ومنذ ذلك الوقت عقد ثلاثة وعشرون اجتماعًا بين زعماء الصهيونيين، لتقرير الخطة السرية لاستعباد العالم كله تحت تاج ملك من نسل داوود، فكان آخرها المؤتمر الذي عقد في الرابع عشر من أغسطس 1951م، لبحث مسألة الهجرة إلى إسرائيل ومسألة حدودها، وهذه الخطط هي سبب وضع هذا الكتاب.
في هذا الإطار يروي الكتاب تاريخ إنشاء الحركة الصهيونية ومراحل تكوُّنها، كما يشتمل على شرح الخطط المتفق عليها، والتي تتلخَّص في تدبير الوسائل للقبض على زمام السياسة العالمية من وراء القبض على زمام الصيرفة، وفي هذا كذلك تفسير للمساعي التي انتهت بقبض الصيارفة الصهيونيين على زمام الدولار في القارة الأمريكية ومن ورائها جميع الأقطار.
وعلى الرغم من أن الكثير من الجدل قد أثير حول الكتاب، حيث شكَّك البعض في صحة مصادره وشبَّهوا نصوصه بنصوص بعض الكتب التي سبقت ظهوره بنحو أربعين سنة، بينما رأى المرجِّحون بصحة الوثائق أنها لم تأتِ بجديد غير ما ورد في كتب اليهود المعروفة، مثل التلمود، وكتب سنن اليهود، فمما لا شك فيه كما يقول تشيسترفيلد: “إن السيطرة الخفية قائمة بتلك البروتوكولات أو بغير تلك البروتوكولات”.
مؤلف كتاب بروتوكولات حكماء صهيون: النص الكامل للمخطوطات الصهيونية للسيطرة على دول العالم
أوسكار ليفي: هو طبيب وكاتب يهودي ألماني، ولد في ستارجارد عام 1867م، وقد درس ليفي الطب في فرايبورغ، ثم ترك ألمانيا عام 1894م إلى المملكة المتحدة وأيرلندا، ولكنه عاد إليها مرة أخرى في 1915م.
وفي عام 1920م، عاد أوسكار ليفي إلى المملكة المتحدة مرة أخرى لكن تم ترحيله منها في العام التالي إثر تقديمه لمنشور معارض من كتابة جورج بيت، عندها انتقل ليفي إلى فرنسا.
عرف عن أوسكار كونه تلميذًا لفريدريك نيتشه، حيث تعرَّف على فكره للمرة الأولى عن طريق أحد مرضاه عام 1905م، وقد ترجم عددًا من أعماله إلى الإنجليزية، وكان من معاونيه فرنسيس بيركلي، وويليام هوسمان، وهيلين زيمرمان، وغيرهم، ولكن أهم أتباعه كان أنثوني لودوفيتش.
تُوفِّي ليفي عام 1946م بعد عودته إلى المملكة المتحدة حيث عاشت ابنته في أكسفورد مع زوجها ألبي روزنتال، وحفيده هو مقدِّم التلفزيون الرياضي جيم روزنتال.
معلومات عن المترجم:
محمد خليفة التونسي: من مواليد قرية تونس بمحافظة سوهاج في مصر عام 1915، تخرج في كلية دار العلوم وأنهى دراسته العليا بها عام 1955.
كتب التونسي الشعر منذ كان في المرحلة الثانوية، ونشر له عدد من الدواوين الشعرية مثل ديوان “العواصف”، وديوان “الأنوار المحمدية”، كذلك فهو من قدَّم أول ترجمة عربية لكتاب “بروتوكولات حكماء صهيون” وقدمه أستاذه الأديب المعروف “عباس محمود العقاد”.
كانت مهنة محمد التونسي الأساسية هي التدريس، ولكنه عمل في نهاية حياته بمجلة “العربي” في الكويت تحت رعاية الشيخ جابر الصباح حتى توفي عام 1988.