عناصر التربية الفكرية
عناصر التربية الفكرية
نعيش في عالمٍ يزداد ازدحامًا بكل شيء مع الوقت، وترتفع فيه وتيرة المنافسة وتكثر المشكلات والتحديات، ولا سبيل لمواجهة تعقيدات الحياة فيه إلا بتربية فكرية سليمة، ومن عناصرها النظرة الإيجابية المتفائلة المتبوعة بالتخطيط والإنتاجية، فيكون لدى الطفل توازن بين المثالية والواقعية، وكذلك النقد البنَّاء فالتربية السابقة فضَّلت السماع والخضوع على النقاش وإبداء الرأي، إلا أن ابن زمانه في حاجة إلى أن يُعمل عقله فيما يرى ويسمع، وتعويد الطفل النقد ليس رفاهيةً بل ضرورة، ولكن مع الاهتمام بكيفية عرضه على الآخرين فيكون بأسلوب مهذب أنيق مع مراعاة الزمان والمكان المناسبين، وانتقاد الفكرة على نحو مجرد دون انتقاد صاحبها.
وينبغي أن يربي الأبوان طفلهما على أن يكون إنسانًا عمليًّا يواجه المشكلات بحلول عملية منطقية، فلا يُكثر من الشكوى ولا يحمل نفسه ولا غيره ما لا يُطاق، ويجعل نتائج العمل ومخرجاته نصب عينيه ويتحمَّل مسؤوليتها، مع نظرة إيجابية تحلِّل المشكلات ولا تعقِّدها وتخطيط موضوعي فيه طرح ومشاورة للأفكار، ويتعلَّم الطفل أن يكون الحكم على الأحداث والأشخاص مبنيًّا على وعي بالواقع الحقيقي للأمر وبالموقف الشرعي والشخصي منه.
الفكرة من كتاب ابن زمانه.. التربية من أجل المستقبل
هذا الكتاب واحدٌ من سلسلة “التربية الرشيدة” للمؤلف، يحاول فيه استشراف المستقبل، ويؤكد ضرورة إعداد الأطفال له ليكونوا أبناء زمانهم، ويؤكد أهمية غرس الإيمان العميق فيهم، في بيئة تربوية طيبة ثرية، مع العناية بفكرهم وأخلاقهم أيضًا، ودفعهم إلى المبادرة والقيادة والتأثير في غيرهم، وتشجيعهم على النجاح والتفوق في مختلف نواحي الحياة، ويوضح الكاتب مقاصده من خلال العديد من الحكايات والأمثلة الحياتية التي يرويها، فإن بناء جيل صالح ناجح ومشارك في الإصلاح يقتضي تربية رشيدة واعية.
مؤلف كتاب ابن زمانه.. التربية من أجل المستقبل
عبد الكريم بكار، واحد من المؤلفين البارزين في قضايا التربية والفكر الإسلامي. حصل على البكالوريوس من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، وعلى الماجستير والدكتوراه من قسم أصول اللغة بالكلية نفسها بجامعة الأزهر، وكان عنوان رسالة الدكتوراه: “الأصوات واللهجات في قراءة الكسائي”، وقاد مسيرة أكاديمية عمرها 26 عامًا بالتدريس في جامعات مختلفة، ثم استقال في 2002 ليتفرَّغ للتأليف والعمل الدعوي.
له الكثير من المحاضرات، وشارك في العديد من المجلات والصحف العربية، وألَّف أكثر من أربعين كاتبًا، منها أكاديمي متخصِّص مثل: “الصفوة من القواعد الإعرابية”، و”ابن عباس مؤسس علوم العربية”، ومنها تربوي وفكري مثل: “تأسيس عقلية الطفل”، و”العيش في الزمان الصعب”، و”ثقافة العمل الخيري”، و”نحو فهم أعمق للواقع الإسلامي”، و”تشكيل عقلية إسلامية معاصرة”، و”القراءة المثمرة: مفاهيم وآليات”، و”حول التربية والتعليم”، و”المتحدث الجيد”.