طريق أمريكا لتدمير أيِّ دولة
طريق أمريكا لتدمير أيِّ دولة
إن المساعدات الأمريكية تميل إلى الزيادة مع الحكومات التي تمارس التعذيب مع مواطنيها أكثر ولا علاقة لها بحاجة البلد، لكن فقط ما يهمُّ الولايات المتحدة هو إرادة المستثمرين الأمريكيين، إذ كشفت دراسة الخبير الاقتصادي “إدوارد هيرمان” الارتباط الوثيق بين التعذيب والمساعدة الأمريكية من جهة، وتحسين مناخ الأعمال الاستثمارية الخاصة من جهة أخرى.
وخطة تدمير الدول تبدأ من مساعدة الدول الفقيرة التي تمتلك أراضي زراعية مثلًا وتجعلها دولًا مصدِّرة فتحدث مُعجزة اقتصادية، إذ يرتفع الناتج القومي في الوقت الذي يجوع فيه الشعب، وعندما تظهر المعارضة بسبب سوء الأحوال يكون رد الفعل هو القمع والتعذيب والإرهاب عن طريق استخدام مبدئي للشرطة، وإن لم تنجح يتدخل الجيش وإذا فشل أيضًا، فالحل هو التخلُّص من الحكومة.
وفي سبيل ذلك تعمل الولايات المتحدة دائمًا على تعزيز العلاقات مع العسكريين في البلاد الأجنبية، فهم وسيلة قلب الحكومات التي تخرج عن النص، ومن أشهر أمثلة ذلك البرازيل، إذ هيأت إدارة كينيدي السبيل للانقلاب العسكري بالبرازيل عام ١٩٦٤ وساعدت على تحطيم الديمقراطية البرازيلية وتم وضع الأساس للتعذيب والإرهاب.
وتُعدُّ ڤيتنام من الأمثلة الصارخة التي تدخَّلت فيها أمريكا بصورة مباشرة، فتم رفض كل الحلول الدبلوماسية لأن تلك الحلول بعيدة عن الولايات المتحدة، ومعنى ذلك أن النفوذ الأمريكي بدأ يتأثَّر وهو أمرٌ مرفوض بالتأكيد، فبدلًا من تلك الحلول السلمية أرسلت أمريكا حملة عسكرية هائلة إلى ڤيتنام الجنوبية وتم إنشاء نظام إرهابي في ڤيتنام وتم جعله في قيادة الدولة ومُنع إجراء الانتخابات لأنهم تأكَّدوا من فوز الفريق الشعبي الآخر، وهكذا تم قتل فكرة الاستقلال والإرادة وتم منعهما من الانتشار للدول المجاورة.
أما عن تعامل الصحف الأمريكية ووسائل الإعلام المختلفة مع تدمير الدول الأخرى فإنهم لا يذكرون المذابح الوحشية والقتل الجماعي وتشريد الأسَر واغتصاب النساء ولا تتعرَّض لكل ذلك من الأساس، فكل مؤسسة تعرف دورها جيدًا ومن يخالف ذلك يتعرض للعقاب.
الفكرة من كتاب ماذا يريد العمُّ سام؟!
يتحدث تشومسكي عن الأهداف الرئيسة للسياسة الخارجية الأمريكية، ولا سيما بعد الحرب العالمية الثانية، وكيف أنه في سبيل تحقيقها انتهكت الولايات المتحدة كل ما تنادي به من مبادئ عن ديمقراطية الشعوب وحقوق الإنسان وحق تقرير المصير، ومن أهم الأدلة على ذلك كوريا وفيتنام.
ويحلِّل تركيبة المجتمع الأمريكي المتعدد الأعراق والأجناس، مع توضيح أن مخططي السياسة الأمريكية هم مجموعة قليلة من محترفي السياسة ورجال المال والأعمال والإعلاميين، ويتطرق إلى شعارات مثل الديمقراطية وحرية الكلمة وحقوق الإنسان بين أفراد الشعب الأمريكي ويبحث عن مدى تطبيقها الفعلي.
مؤلف كتاب ماذا يريد العمُّ سام؟!
نعوم تشومسكي: أستاذ لسانيات وعالم لغويات ومَرجع لكل الجامعات وعالِم بالمنطق ومؤرخ وناقد سياسي، ورغم أنه أمريكي الجنسية فهو أكبر ناقد للسياسات الأمريكية، وكذلك ناقد شديد لإسرائيل ومنتصِر للحقوق الفلسطينية، صُوِّت له كأبرز مثقفي العالم في استطلاع للرأي العام سنة ٢٠٠٥، ألَّف أكثر من مائة كتاب، من أشهرها:
أشياء لن تسمع بها أبدًا.
الدول المارقة.
الحادي عشر من سبتمبر.
الربح مقدمًا على الشعب.