سباقٌ اقتصاديّ
سباقٌ اقتصاديّ
في نهاية شهر إبريل عام 2004م، وُضِعَ بيج وبرين أمام الأمر الواقع في طرح جوجل للاكتتاب -أي انتقال الشركة من الملكية الخاصة إلى الملكية العامة- ولم يكونا يرغبان في هذا بسبب المنافسة المُستعِرة بين جوجل ومايكروسوفت، والاكتتاب سيجعل مقدار الأرباح التي تحصل عليها جوجل مُعلَنَة، بالإضافة إلى أنّ الموظّفين حصلوا سابقًا على أسهمٍ في الشركة نظير عملهم فيها براتب ضئيل، وكذلك لم يرغبا في فقدان السيطرة على الشركة،
وذلك حتى يُحافظا على التميّز والاختلاف الذي تُقدّمه جوجل عن باقي الشركات المُنافسة، لذا قاما بالأمر بطريقتهما الخاصّة، فقد عرضت أسهم الشركة بعد تسعيرها في مزاد إلكترونيّ كما كانا يفعلان مع الإعلانات، مما جعلهُما يَحصُلانِ على أغلب أسهم الشركة، وبعد أيّامٍ قليلة من حفل طرح أسهم جوجل للاكتتاب العامّ، رُفِعت دعوى قضائيّة من قِبَل شركة جيكو | Geico لتأمين المركبات ضدّ جوجل، إذ زعمت أنها جنت أرباحًا غير قانونيّة من علامات تجارية تابعة لشركة Geico، وكذلك تنامت المنافسة بين جوجل ومايكروسوفت، خصوصًا بعد ثبوت أسهم شركة مايكروسوفت تقريبًا منذ انطلاق جوجل منذ عام 1998م وحتى عام 2004م، وتعرض بيل جيتس -مالِك شركة مايكروسوفت- لخيبة أمل كبيرة بعد عدم قدرة نظام البحث MSN على إقناع الناس باستخدامه، وقد كانت الصين ساحة مثاليّة لظهور التنافس الكبير بين الشركتين،
وذلك بسبب اقتصادِها المُتنامي، الذي يُعد أسرع اقتصادٍ نموًّا في العالم، لذا أرادت جوجل إنشاء مركز جديد بها، لكنّ الكثيرين دائمًا ما كانوا يُشبّهون شركة مايكروسوف بأنّها الاتحاد السوفيّتي البرمجيّ، وهو مثال غير قادر على المواكبة السريعة للمُتغيرات التقنيّة السريعة، وبحلول صيف عام 2006م بلغت قيمة أسهم جوجل في السوق العالميّة ما يوازي 120 مليار دولار، مما يعني أنها أصبحت أكبر قيمة من أمازون وإي-باي مجتمعتين، والحقيقة أنّ سعي جوجل مُستمر حتى وصل إلى علم الأحياء والوراثة، ومحاولات مستمرّة لتطوير الذكاء الاصطناعي، والوصول إلى إمكانيّة توفير كل المعارف الموجودة في العالم بسرعة ويُسر.
الفكرة من كتاب قصة جوجل: داخل قصة النجاح التجارية والإعلامية والتكنولوجية الأكثر إثارة في زماننا
إنّ أثر مُحرك البحث (جوجل) استثنائيٌّ في البشرية، تمامًا كنشأتِه، فهو يقدر على الإجابة عن الملايين من الأسئلة بشكلٍ سريع وأدقّ في نتائج البحث من كثير من نُظرائه، بالإضافة إلى إتاحته الدائمة ومجّانيّته، وهو يعتمدُ بشكلٍ رئيس على الإعلانات الرقميّة في جني الأموال، إذ إنه لا يُعدّ موقعًا ربحيًّا بشكلٍ مُباشر، وإنما يرتكز على المُدخلات الماديّة الثانويّة، ورغم مرور الزمن فقد احتفظت صفحة (جوجل) بشكلها البسيط الخالي من الإعلانات الصريحة، وبالرغم من نتائج البحث التي تُقدّر بالملايين بشكلٍ يوميّ فإنّ أغلب مُستخدمي هذا الموقع لا يعرفون كيف ولا أين نشأ، والحقيقة أنّ (جوجل) ليس مُجرّد قوة تكنولوجيّة كبيرة، وإنما أصبح بشكلٍ سريع قوة ماليّة ضخمة في وقتٍ وجيز، وقد اعتمد نجاحُ هذا الموقع على مؤسِّسَيهِ برين | Brin، وبيج | Page، اللذين لم يعتمدا في تنشئتهِ على البنية الهرميّة التقليديّة للشركات، حتى يعملَ كُلّ شخصٍ في جوجل على أنّهُ يطوّر شركتهُ الخاصّة وليس مُجرّد موظّفٍ يتقاضى راتبه
والحقيقة أنّ (جوجل) ليس مُجرّد قوة تكنولوجيّة كبيرة، وإنما أصبح بشكلٍ سريع قوة ماليّة ضخمة في وقتٍ وجيز، وقد اعتمد نجاحُ هذا الموقع على مؤسِّسَيهِ برين | Brin، وبيج | Page، اللذين لم يعتمدا في تنشئتهِ على البنية الهرميّة التقليديّة للشركات، حتى يعملَ كُلّ شخصٍ في جوجل على أنّهُ يطوّر شركتهُ الخاصّة وليس مُجرّد موظّفٍ يتقاضى راتبه.
مؤلف كتاب قصة جوجل: داخل قصة النجاح التجارية والإعلامية والتكنولوجية الأكثر إثارة في زماننا
ديفيد فايس: صحفيّ وكاتب أمريكي وُلِدَ عام 1960م بمدينة ناشفيل في ولاية تينيسي، تخرّج في كليّة إدارة الأعمال بجامعة وارتون.
ومن مؤلفاته:
The Bureau and the Mole.
Eagle on the Street.
Sweet Redemption.
مارك مالسيد: مؤلِّف ومُستشار ومُراسل استقصائي، تخرّج في جامعة ليهاي عام 1997م، تخصص في الهندسة المعماريّة والدراسات الحضاريّة، اشترك مع “ديفيد أي. فيس” في كتابة عديد من التقارير والأبحاث.