دَرب نفسك
دَرب نفسك
هل ترى نفسك على حق طوال الوقت؟ هل تريد تصحيح حياة من حولك دائمًا؟ إذا كانت إجابتك بنعم، ففي الحقيقة أنت مُخطئ، لأنه ليس عليك أن تصحح حياة من حولك فربما أنت مخطئ وهم على صواب، أو لأنك تنظر من زاويتك فقط فإنك لا ترى غير الصواب التي تعرفه، لذا احترم الاختلاف الذي بينك وبين الآخرين، واعلم أولًا أن الصواب المطلق خُدعة، ويجب أن تدرب نفسك أن تمتص أخطاء من حولك وأخطاءك أيضًا، وأن تستمع لهم ولا تستنفد طاقتك في الدفاع عن نفسك، تقبل أنك إنسان تُخطئ وتُصيب، وتقبل أيضًا صواب وخطأ من حولك، وأن معلومات من حولك قد تكون صحيحة وأنت لا تدري، لذا يا عزيزي دَرب نفسك على تقبل اختلاف وجهات النظر.
كما عليك أن تتحلى بمزيد من الصبر والرضا على ما قُدر لك، الصبر لتقبل أقدارك، وتقبل من حولك والاختلاف بينكم، والصبر أيضًا على الحياة بعيوبها ومميزاتها، وكما يقول الكاتب “إن الصبر يضيف إلى حياتك بُعدًا آخر من السكينة وتقبل حياتك، وهو أمر هام للحصول على طمأنينة القلب”، ومن ثمار تدريب نفسك على الصبر أن تتقبل أخطاءك وضعفك البشري وتستطيع السيطرة على غضبك أو يأسك، وحينها ستتعامل مع نفسك برفق وإنسانية أكثر، من خلال الصبر ستتمكن من رؤية الآخرين بإنسانية وعطف أكبر.
ولكي تكون صبورًا يجب أن تمتلك العزيمة والإصرار على تحقيق هدفك، فكلما هزمتك عقبات الحياة وتحليت بالصبر، فإنك ستمنح فرصًا جديدة كي تحقق أهدافك من جديد بخبرة وعزيمة أكبر، وحينها ستجد حياتك أكثر هدوءًا ورضا، فأنت بالصبر تتخطى الحزن والموت والمرض والهزيمة والغضب، تتقبل الفشل والضعف والفقد برضا أكبر.
الفكرة من كتاب لا تهتم بصغائر الأمور فكل الأمور صغائر
الحياة مليئة بالكثير والكثير كي نعيشه، ونجربه، ونتمتع به، وأيضًا نغضب ونحزن لأجله، لذا اختر ما يستحق ذلك منك، وتعامل مع الأمور بحجمها لا تُضَخِّم صغيرًا ولا تَستصغِر كبيرًا، وكما يُقال إذا وُجب عليكَ القتال فاختر ما يستحق أن تُقاتل لأجله، فلا تستنفد طاقتك في كل معركة، وكلما نظرت إلى مرآة الحياة حاول أن تكون أنت لا أن تكون نسخة مكررة، ولا بأس ببعض الخيال لكن لا تحول حياتك من واقع إلى حلم يقظة تستمتع به فقط في خيالك غير مُحقق أي إنجاز.
ولا تنس أن السعادة لا تدوم للأبد، ولا الحزن أيضًا، حارب كل شعور سلبي يقعدك عن العمل، واستمر لأن دوام الحال من المحال، لذا تعالَ معنا اليوم في رحلة مع كتابنا كي تتعرف الكثير من صغائر الأمور التي نخوضها يوميًّا في حياتنا كي تتجنبها، ولا تستهلك نفسك لأجلها، ولكي تسعد بالقليل حتى يصبح كثيرًا.
مؤلف كتاب لا تهتم بصغائر الأمور فكل الأمور صغائر
ريتشارد كارلسون: متحدث تحفيزي وعالم نفس وكاتب أمريكي، ولد في بيدمونت في الولايات المتحدة، وله مؤلفات عديدة أخرى منها: Don’t Worry, Make Money،
You Can Feel Good Again: Common-Sense Therapy for Releasing Depression and Changing Your Life.