دروسٌ قيِّمة لنجاحك
دروسٌ قيِّمة لنجاحك
يتذكَّر الشقيري لما قرَّر في سن الحادي والعشرين أن يعود إلى الصلاة، وأوَّل صلاة له في أحد أيام شهر أكتوبر 1994م، لكنه وجد أن هناك معركة قوية مع النفس حتى يكون الإنسان ملك قراره وغير منقاد لشهواته، ثم يتذكَّر لما قرَّر الصلاة في المسجد الصلوات الخمس دون استثناء لعمل أو غداء أو جلسة لمدة عام كامل، وبالطبع كان ذلك يُغضِب البعض من الأهل والأصدقاء حينما يتركهم فجأة، لكنه نجح في تحقيق ما هدف إليه، وحدثت خلال هذه السنة أحداث عديدة فتحت له الباب نحو ما وصل إليه في مجال الإعلام بعد برنامجي “يلا شباب”، و”خواطر”.
وقد دفعته الخلوة أيضًا إلى تذكُّر الدروس التي تعلَّمها من والده، فلا يُقرِض أحدًا إلا إذا كان مستعدًّا لخسارة المبلغ حتى يضمن سلامة صدره تجاه الناس، ولا يضع نفسه في ما يجعله يطلب مساعدة إنسان، فاللهُ خيرُ مُعين، وأن يدفع بالتي هي أحسن عند تعامله مع الناس، وأن الإنسان إذا خصَّص لنفسه نصف ساعة يوميًّا لأجل القراءة، فهو بذلك يصبح من الخمسة بالمائة الأعلى قراءة في العالم، فالقراءة ترفع مستوى الفكر وتفتح باب فرص كبيرة.
وفي ما يتعلَّق بتربية الأولاد، يجب التعامل معهم بذكاء بحسب أعمارهم، فالأولاد حتى سنِّ السَّابعة يتم التعامل معهم بالملاطفة والتوجيه بالترغيب، ثم من سن السابعة حتى العاشرة يبدأ استخدام أسلوب الأمر والحسم مع الإقناع وبعض الصرامة إن لزم الأمر، ومن العاشرة حتى الثالثة عشرة يبدأ الحديث بالمنطق وإظهار المنافع والأضرار، ثم بعد ذلك يأتي سن المصادقة والنصح مع بعض الصرامة، أما من سن الثامنة عشرة، فهذا سنُّ التسليم بأن الابن قد أصبح شخصًا مستقلًّا وتظلُّ الصداقة والنصح.
الفكرة من كتاب أربعون 40
إن أفضل الطرق لتحسين حياة المرءِ تكون في جلسةٍ مع النَّفس، بشرط أن يكون صادقًا تجاه إيجابياته وسلبياته، وبعيدًا عن كل ما قد يُشتِّتُه من ملهياتٍ انتشرت في وقتنا الحالي، فذاك السبيل الوحيد لمراجعة ماضيه، والتخطيط لمستقبله، واتخاذ قرارات حاضره.
ولقد أراد الشقيري أن يخلو بنفسه لينعزل في جزيرة نائية لمدة أربعين يومًا مُتصلة، واشترط على نفسه إيجاد لحظات كأنها توقف عجلة الحياة وسرعتها، فتخلَّى عن كل المشتِّتات وبدأ بالتفكير محاولًا الوصول إلى قرارات حقيقية يتعلَّم بها من ماضيه، ومستهدِفًا السلام الداخلي والنجاح الحقيقي، فماذا وجد في تلك الخلوة؟
مؤلف كتاب أربعون 40
أحمد الشقيري: هو إعلامي وكاتب سعودي، حاصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال في جامعة كاليفورنيا، ويحظى بشهرة واسعة في الوطن العربي بسبب برنامجه “خواطر” الذي قدَّم منه أحد عشر جزءًا، وركَّز فيه على مناقشة قضايا الشباب والأمة الإسلامية، كما قدَّم العديد من البرامج التلفزيونية الأخرى مثل: “لو كان بيننا”، وله العديد من الأنشطة الاجتماعية والثقافية، ومن أهم مؤلفاته:
رحلتي مع غاندي.
سلسلة خواطر شاب.