خطوات مؤثِّرة
خطوات مؤثِّرة
من الطرق التي تخفِّف حِمل التغيير على الإنسان هي طريقة التدرُّج، فاعتياد الشيء لا يأتي بسرعة، بعكس تجزئته وفق خطوات معينة!
ولعلَّ أهم ما نضرب به المثل في هذه الطريقة هو أن ديننا الحنيف قام على هذا الأسلوب في كثير من الأحكام، ولقد علَّمنا الله (سبحانه وتعالى) هذه الطريقة، فقد خلق (جلَّ عُلاه) السماوات والأرض في ستة أيام، وحرَّم الخمر بالتدريج حتى لا يصعب على الناس تركها، وحتى الأحكام التي أنزلها الله (سبحانه وتعالى) في كتابه الكريم لم تكن جملة واحدة، بل متفرِّقة حتى يتسنَّى للرسول (صلَّى الله عليه وسلَّم) دعوة الناس إليها بالتدريج، وكان ذلك رحمة من الله، وهذا الأسلوب ينبغي لمن يستخدمه أن يتَّسم بالخفَّة والحكمة والذكاء.
وقد يكون التغيير على هيئة تغيير بالمؤثرين، فبعض الناس بطبيعته يؤثر في غيره ويشدُّ همتهم نحو الأفضل والصلاح، فلا يخفى علينا كم ورد من الأحاديث والقصص والآثار حول إسلام عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، لأنه من الشخصيات القوية المؤثرة بالناس، عن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) أنه قال: “ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)”.
ومن الممكن أن يقوم أسلوب التغيير على أسئلة معينة ينبغي على المغير أن يسألها لنفسه، مثل: ماذا سأغيِّر؟ وما مبررات وأسباب التغيير؟ ومن المستهدف في عملية التغيير؟ ومتى ستبدأ بالعملية التغيرية؟
وهناك طريقة تغيير بالضغط الداخلي وعكسها طريقة تغيير بالضغط الخارجي، فالتغيير بالضغط الداخلي يقصد به أن تجتمع فئة من الناس ويكوِّنوا حزبًا مع اتفاقهم على أمر ما، ويضغطون على القيادة والأعضاء إلى أن يتحقَّق لهم التغيير الذي يريدون، وهذا ما يقوم به الصهاينة في أمريكا على وجه الخصوص، حيث إن ممارستهم لهذا واضحة، ولكنَّها طريقة تستخدم فيها القوة وليس الإقناع.
أمَّا التغيير بالضغط الخارجي يقوم فيه صاحب المشروع التغييري بإقناع جهة خارجية لها تأثير بالتغيير الذي يريده، ومن ثم يطلب منها ممارسة الضغط على متخذي القرار في المؤسسة التي ينتمي إليها، ويمكن أن يمارس هذا الدور بعض الخطباء والمشاهير وأصحاب النفوذ.
الفكرة من كتاب الطريق إلى لا
من منَّا لا يريد أن يكون ضمن المؤثرين في هذه الحياة؟ إن تغيير ما حولنا إلى الأفضل يستلزم فكرًا واعيًا وأسلوبًا مبدعًا وهمَّةً عالية، حيث إن التغيير لا يأتي على طبق من ذهب، وعلى الرغم من ميل الكاتب إلى التركيز على التغيير الإداري الخاص بالشركات والمؤسسات فإنه يتطرَّق إلى جوانب تفيدنا في التغيير على المستوى الشخصي والاجتماعي، ولكن المهم قبل أية خطوة للتغيير أن نبدأ بأنفسنا قبل أن نُسلِّط الضوء على المجتمع، يقول غاندي: “كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم”.
مؤلف كتاب الطريق إلى لا
الدكتور علي حسين أحمد الحمادي: باحث وكاتب ومؤلف إماراتي، وهو داعية إسلامي، وإعلامي، قدَّم العديد من البرامج التدريبية والمحاضرات في العديد من الدول العربية والأجنبية، حاصل على دكتوراه في التطوير الإداري من بريطانيا ومؤسس ورئيس مجلس إدارة مركز التفكير الإبداعي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
من أبرز مؤلفاته: “مبدعون عبر التاريخ”، و”الكنز الذي لا يكلِّف درهمًا”، و”فن إدارة الاجتماعات”.