خريف الرجل
خريف الرجل
عندما يقترب الرجل من عقده الخامس، تبدأ قوة جسده تضعف تدريجيًّا ويصحبها نقص في الهرمونات، ولكن في نفس الوقت تتسع بمعانٍ إنسانية أكبر، ومع الشيب يكسو الوجه وقار الحكمة وخبرات الزمن، وتحكي تجاعيد الوجه فيض المشاعر الإنسانية التي اختبرها في حياته، غير أن بعض الرجال يصابون بالجزع وتضيق صدورهم بتلك التغيرات، وينكرون حقيقة تقدمهم في السن فيحاولون تغيير ذلك ربما بصبغ الشعر وربما بالمقويات، وربما بالمبالغة في التصابي سلوكًا ومظهرًا، ولكن الأمر يتوقَّف على كيف ننظر إليه.
فمن يشغلهم “التراجع الجسدي عن التعاظم الروحي” لتلك المرحلة هم من يشعرون بالحزن، ويضيعون على أنفسهم الاستمتاع بطمأنينة وسكون تلك المرحلة مع من يحبون، وينسون أن يستمتعوا بما بين أيديهم فيفرطوا فيه بحثًا عن ما لا يعود، ويزداد ذلك أكثر ما يكون بعد المعاش، فيشعر الرجل أنه لم يعد هناك حاجة إليه بعد الآن، بالإضافة إلى الفراغ القاتل الذي يباغته فجأة، فوحدهم الذين يستمرون في العمل من خلال خبراتهم العلمية والثقافية من يستطيعون تجاوز تلك الفترة، فلا شيء يوقف “مرض المعاش إلا العمل بعد المعاش”، كما أنها فرصة ليمارس الرجل هواياته التي كان يستمتع بها.
الفكرة من كتاب الزوج أول من يشكو
إن الرجل هو عماد الأسرة والمسؤول الأول عن استمرارها وحفظ أركانها، ولا يكون ذلك إلا لرجل حقيقي، تركن إليه أنثاه وتطمئن، فتطيعه وتستسلم له راغبة محبَّة فتكون بين يديه أنثى حقيقية، أما إذا لم تكن رجولته مكتملة في عينيها فإن نفس تلك المرأة تتحوَّل إلى وحش لا يُروَّض، ورجولة الرجل ليست فحولته، وإنما سلوكه النابع من قيمه ومبادئه، ولما يراه الكاتب من عظم دور الرجل في أسرته، أفرد كتابه هذا لعرض المشكلات الزوجية الناتجة عن “اهتزاز صورة الرجل أمام زوجته، أو أمام نفسه”، مشيرًا إلى بعض المفاهيم حول حقيقة الرجولة والأنوثة.
مؤلف كتاب الزوج أول من يشكو
عادل صادق طبيب نفسي وكاتب مصري، ولد عام 1943، حاصل على الدكتوراه في الأمراض النفسية والعصبية، عمل بالتدريس، وكان رئيسًا لقسم الأمراض النفسية والعصبية، وأسَّس مستشفى للأمراض النفسية والإدمان باسمه عام 2000، وكان رئيس تحرير مجلة الجديد للطب النفسي، وتوفي عام 2004، بعد أن ترك ما يزيد على ثلاثين كتابًا بالعربية والإنجليزية في مجالات الطب النفسي والأسرة.
ومن أبرز مؤلفاته:
متاعب الزواج.
مباريات سيكولوجية.
حب بلا زواج وزواج بلا حب.