حلم كأس العالم.. وتألق الأوروغواي
حلم كأس العالم.. وتألق الأوروغواي
كان رئيس الفيفا “جول ريميه” صاحب حلم إطلاق بطولة كأس العالم التي تقررت إقامتها كل أربع سنوات، وحصول الدّولة الفائزة على الكأس والاحتفاظ به طيلة هذه المدة، كما أنَّ الدولة التي تفوز بها ثلاث مرات فإنها تحصل على الجائزة إلى الأبد، وقد صمم الكأس النحات الفرنسي “أبيل لافلور” وجعله على هيئة معبودة النصر الإغريقية نيكه، ومكونًا من الذهب الخالص عيار ثمانية عشر قيراطًا وبتكلفة خمسين ألف فرنك سويسري.
وقد حمل هذا الكأس لحظات تاريخيَّة عصيبة، فمثلًا اضطر نائب رئيس الاتحاد الإيطالي أوتورينو باراسي في الحرب العالمية الثانية أن يُخفي الكأس أسفل فراشه خوفًا من أن يحصل الألمان عليه، كما شهد الكأس حالات سرقة في عام 1966 ووجده الكلب “بيكلز” حينها، وفي عام 1983 وحينها قُبض على السارقين لكن لم يتم إيجاد الكأس.
انطلق مونديال الأوروغواي عام 1930، وفاز به البلد المضيف بعد انتصاره على الأرجنتين بأربعة أهداف مقابل هدفين، وتكونت البطولة حينها من ثلاثة عشر فريقًا، تسعة من الأمريكتين، وأربعة من أوروبا، كما دخل اللاعب الفرنسي لوسيان لوران التاريخ كونه أول من أحرز هدفًا في بطولة كأس العالم، ولن يُنسى حارس الأوروغواي، أندريس ماتسالي، الذي كان رياضيًّا في ألعاب أخرى غير كرة القدم، فقد تُوج ببطولة أمريكا الجنوبية في سباق 400 متر حواجز، وفاز بلقب الدوري في كرة السلة، أما الحادثة الأخرى فكانت عندما تعرض مهاجم المنتخب الأمريكي “جيمس براون” لإصابة في أثناء مباراة نصف النهائي أمام الأرجنتين، وحينها أسرع المدرب بوب ميلر، الذي كان يشغل منصب طبيب الفريق أيضًا لمعالجته، لكن حدث أن انسكبت منه زجاجة تحتوي على الكلورفورم فاستنشقها المدرب وفقد وعيه، فأخرجه اللاعبون من الملعب وتعافى براون وحده واستمر اللعب!
الفكرة من كتاب أغرب الحكايات في تاريخ المونديال
في عام 1836م، بدأ تاريخ لعبة ستحتلّ أذهان العالم بلا منافس لتُحدث نوعًا من السّحر سيتسبب مع الوقت في إبهار أغلب سكان الأرض، وسيصعد نجم هذه اللعبة مع انطلاق ما يُعرف بكأس العالم أو المونديال، وهي البطولة التي ستجمع دول العالم في احتفالات وأحداث ضخمة ورائعة.
وقد حملت بطولات كأس العالم المتتابعة لحظات ومواقف استحقَّت أن تُذكر في التاريخ، فمنها الطريف ومنها الغريب، ومنها المأساويّ والمؤسف، وفي جميع تلك المواقف استمرت الكرة في الدوران حتى في ظل أعظم الخسائر والفظائع، برغم الجانب الأسود لكرة القدم في الرشاوى والفساد والتدخلات السياسية، وهذا ما يستعرضه ذلك الكتاب بدءًا من التاريخ الأول لكرة القدم وكأس العالم.
مؤلف كتاب أغرب الحكايات في تاريخ المونديال
لوثيانو بيرنيكي، صحفي ومؤلف أرجنتيني، عمل في وكالة “دياريو إي نوتيثياس” الأرجنتينية، وصحيفة أوليه الرياضية، وله العديد من المؤلفات الرياضية التي نُشرت في أكثر من عشرين دولة، ومن أبرز مؤلفاته:
11 ضد 11
أغرب حكايات المنتخب الأرجنتيني.
معلومات عن المترجم:
محمد الفولي، كاتب صحفي ومترجم مصري، عمل في الصحافة بوكالة الأنباء الإسبانية، وله العديد من الأعمال المؤلفة مثل كتاب “تقرير عن الرفاعية”، والمترجمة مثل كتاب “حكاية عامل غرف”، و”لماذا تلعب كرة القدم 11 ضد 11؟”.