
تواصل
يبدأ الأطفال في إدراك اللغة وفهمها قبل أن يبادروا بالحديث، وتحتاج المهارات اللغوية منا أن نبدأ في محادثة الطفل من الأشهر الأولى من عمره ليميز الأصوات ومشاعر المتحدثين، كما ينبغي أن نبتسم في وجهه، ونعرضه لأصواتٍ كثيرة متنوعة وبيئات طبيعية، وينبغي أن نراقب نموه اللغوي واستجابته للأصوات لنعالج القصور مبكرًا، خصوصًا إن لم يتكلم حتى سن عام ونصف.

حُسن التواصل طريقنا إلى دعم أبنائنا وتشجيعهم، فلا نجعل حواراتنا مع الأطفال مليئة بالسخرية والتهديد والنصائح والاستجواب، بل نحاول أن نفهم أفكارهم ومشاعرهم، وأن نحدثهم بإيجاز ووضوح وهدوء، ونغير طريقة الحوار حسب سن الطفل، مع الحفاظ على تواصل بصري، ونحرص على ألا نعِدَهم وعودًا كاذبة بمكافآت مثلًا، ولا نُكثر من ضمير المخاطَب في التوبيخ والتوجيه، ونعبر لهم عن شعورنا تجاه أفعالهم، فلا نوبخ طفلًا مثلًا بقول “لماذا تأخرت هكذا؟”، بل تقول الأم مثلًا “أقلقتني عليك، تأخرت عن موعد العودة وحسبت أنك تهت!”، وتقول مثلًا “يحزنني أن الغرفة اتسخت بعد أن كانت نظيفة!”.
ماذا إن كان أبناؤنا يرفضون التواصل معنا؟ علينا أن نحاول قراءة لغات أجسادهم وفهم المعنى وراء تصرفاتهم، فكون الطفل هادئًا مطيعًا في الحضانة مشاغبًا في البيت ربما يعبر عن غيرته من أخيه. ولنعلم أطفالنا التعبير عن مشاعرهم بالكلام، فنرسم لهم وجوهًا بتعبيرات مختلفة مثلًا ونعلمهم الكلمات المرتبطة بكل وجه وشعوره، ونخصص أوقاتًا للاستماع لهم باهتمام، وإن طلبوا الحديث في وقت انشغالنا نعطيهم موعدًا محددًا يمكننا سماعهم فيه، ولنبادر بالحوار فنسألهم عن يومهم في المدرسة مثلًا، ولننصت إليهم قبل أن نعلق، ولنحافظ على تسلسل الحوار بأسئلة مثل “وماذا بعد؟”، أو بعبارات تأكيدية مثل “لا شك أن هذا أغضبك”، لكن دون أن نسأل عن تفاصيل تحول الحوار إلى استجواب، ولنشكرهم على حديثهم معنا وثقتهم بنا.
الفكرة من كتاب كيف تجعل أبناءك يحبون الدراسة؟
كثيرًا ما يشتكي الآباء كره أبنائهم للدراسة أو بُطأهم في الاستيعاب وحل الواجبات، لكن الأمر لا يكون وليد اللحظة، بل إن مشكلات الطفل مع الدراسة قد تبدأ منذ مولده أو حتى قبله في أثناء حمل الأم. لوم الطفل الآن لن يجدي، بل ينبغي فهم جذور المشكلة وحلها، والوقاية منها بحسن تنشئة الأبناء قبل دخولهم المدرسة، واتباع أساليب تربوية جيدة يبينها لنا الكتاب، ليس فقط ليحب أبناؤنا الدراسة ويتفوقوا ويتغلبوا على ضغط الامتحانات، بل لينجحوا أيضًا في جوانب مختلفة من حياتهم.
مؤلف كتاب كيف تجعل أبناءك يحبون الدراسة؟
يانج شيا: أستاذة مساعدة بجامعة العلوم الطبية الصينية، تخرجت في قسم علم النفس بجامعة بكين سنة 1986، وهي عضوة في جمعية الصحة النفسية الصينية، وعضوة دائمة في جمعية الطب النفسي للأطفال ببكين، ومديرة مركز تشي دي للاستشارات النفسية ببكين، ومديرة جمعية الاختصاصيين النفسيين ببكين، وعضوة مجلس إدارة جمعية الصحة النفسية ببكين، وتعمل خبيرة نفسية في عدد من البرامج التربوية في قنوات التليفزيون الصينية.
معلومات عن المترجمة:
مي حاتم عاشور: حصلت على ليسانس آداب قسم اللغة الصينية من جامعة القاهرة عام 2008، وشاركت في ترجمة كتاب “قطوف من الحكمة الصينية”.