تفسير الضغوط
تفسير الضغوط
تنوَّعت التفسيرات حول الضغوط على الإنسان لكن يظل تعدُّد العوامل هو المؤثر في ردود فعل الفرد، إضافةً إلى الفروق الفردية لكل شخص في الاستجابة وأيضًا بسبب التراكمات على الشخص، ومن العوامل الخاصة بالضغط على الفرد، أولًا: مستوى الضغط الذي تعرَّض له الفرد لأنه بطبيعة الحياة سوف يتعرَّض للضغط لكن المغزى هو الإدراك، لذا يدرك الكاتب قاعدة جديدة مهمة، وهي أن “موقف الشخص من الضغوط يتوقف على طبيعة إدراكه لهذه الضغوط، وهل يدرك هذه الضغوط في إطارها (الواقعي / المحدود) أم أنه يهوِّل منها، ومن ثم تكون استجاباته أو ردود أفعاله أكبر مما يتحمَّله الموقف؟”، ثانيًا: وجود أو عدم وجود خلل في الشخصية، ويتمحور حول معرفة البناء النفسي للشخص إذ إن الاضطراب النفسي عند الأشخاص الذين ينزعجون من الضغط تكون له علامات مسبقة مثل السرقة من المنزل أو الهروب من عدة حالات مثل العمل والمدرسة، أو التحصيل الدراسي الضعيف، والتدخين في سن مبكرة والكذب بكثرة، وغيرها.
ثالثًا: التاريخ الأسري المليء بالاضطرابات، وقد أثبتت الدراسات أن الأشخاص الخارجين من أسر يسودها الخلاف يفتقرون إلى الإحساس بالأمان والسلام النفسي، رابعًا: أسلوب التعامل مع الضغوط وكيفية مواجهتها؛ هل بالهروب أم بالمواجهة؟ وللإجابة عن هذا السؤال نجد فئتين من الأفراد من خلال الاستجابة، فهناك من يميل إلى المواجهة وتصاحبه مشاعر القلق والتوتر والتفكير الزائد، وأسلحة مواجهته تعتمد على الثقة بالنفس والتوازن الانفعالي وتقبُّل الضغوط وإدراك أن الهروب ليس حلًّا، وهؤلاء لديهم شعار مهم، وهو أن الاستعداد للمعركة يمنع المعركة، والفئة الأخرى تميل إلى الهروب، وهؤلاء أشخاص اعتماديون في الغالب، ويتسمون بالخوف من المواجهة والأنانية والاضطراب النفسي الانفعالي، ويعانون الصراعات والخوف الشديد والتفكير المشتت، ويهربون من ضغط إلى آخر، ويغلب عليهم عدة سلوكيات؛ مثل النوم الكثير والأكل بشراهة والتدخين الكثير، وهم يحتقرون أنفسهم ويفكرون في الانتحار، وقد ينتحر بعضهم بالفعل، وأثبتت الدراسات أن من يواجهون الضغوط أفضل من الهاربين منها، وأخيرًا عدم وجود مساندة اجتماعية لأن العلاقات الاجتماعية الدافئة تُعد حاجزًا واقيًا للشخص من الضغوط.
الفكرة من كتاب كيف تواجه الضغوط النفسية
لا يستطيع الإنسان ردع الابتلاءات في الحياة أو كوارثها الطبيعية، وذلك لأنه قدر الله على عباده في الأرض واختباره لهم، مثلما وجد الخير فهناك الشر كي تتزن الحياة، وحقيقة الدنيا تقوم على الاختبار كما قال الله (عز وجل) في كتابه: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾، أي مرةً بالسراء ومرةً بالضراء ويبتليهم بالقليل لأنه لو ابتلاهم بالكثير لهلكوا، وقد جاءت اختبارات الله (عز وجل) مُمحِّصة لا مُهلِكة للبشر، لذا فالبشر في ضغط كبير من الحياة وفي حاجة إلى نفسية قوية وجهاد كبير كي يواجهوا شقاءها، وهذا ما يعرضه لنا الكاتب من خلال بعض الدراسات عن الضغوط النفسية وتأثيرها في الإنسان وكيفية هزيمتها.
مؤلف كتاب كيف تواجه الضغوط النفسية
الدكتور محمد حسن غانم: كاتب، وروائي، وأستاذ في علم النفس، ومعالج نفسي مصري تخرج في جامعة عين شمس قسم علم النفس بكلية الآداب، ونال درجة الماجستير في علم النفس، ثم حصل على الدكتوراه. عمل أستاذًا مشاركًا في قسم علم النفس بكلية آداب جامعة حلوان، إلى جانب عمله مدربًا في مجال مكافحة الإدمان، وعضوًا بصندوق مكافحة الإدمان التابع لمجلس الوزراء المصري.
له عدة مؤلفات منها: “حياتك بلا خوف”، و”العلاج النفسي”، و”التأثيرات النفسية لوسائل الإعلام”، و”علم النفس التجريبي”.