تفاصيل لا تُلقي لها بالًا في يومك
تفاصيل لا تُلقي لها بالًا في يومك
هناك العديد من التصرُّفات اليومية التي أصبحت عادات نفعلها دون وعي بتأثيرها، وقد تكون سببًا كبيرًا في مواجهتنا مشكلة مع الكلام، ويحدد الكاتب هنا ما أسماه بالمحطات السبع في فن الكلام، وأولاها هي المكالمات التليفونية التي يجب فيها أن تتحلَّى بالأدب خصوصًا في التعامل مع من مضت فترة طويلة دون أن تحادثهم، فلا يجب أن تضعه في حرج كونه لم يستطع التعرف على صوتك، فقط ابدأ الحديث بالتحية وتعريف نفسك ولا تعطِّله، أما عندما تحاول مكالمة شخص في أمر غير طارئ، فلا تزد على ثلاث محاولات ولا تزعجه والتمِس له عذرًا وانتظر حتى يُحادثك هو، ولتتفهَّم طريقته في التحدث سواء كانت هادئة أم غير ذلك، فكلٌّ له ظروفه.
أما المحطة الثانية فهي العتاب، وتظهر بين من يتقابلون لأول مرة بعد فترة، فيبدأ أحدهما بالعتاب على عدم السؤال عنه حتى ولو كان لغاية ودِّية لكنه تصرُّف خاطئ يجعل الناس تتهرَّب من التعامل معك، ثم محطة الغيبة التي يجب أن تبتعد تمامًا عنها لأنها بعد المنظور الديني والأخلاقي تجدها تُنقص من رصيد ثقة مستمعيك بك، يأتي بعد ذلك التعميم، وهي ببساطة صفة ساذجة، لأن العاقل يعلم أن تعميم صفةٍ ما على مجموعة كاملة هو أمر خاطئ، ثم محطة “اللازمة” وتعني الكلمات التي تعوَّد لساننا نطقها وأصبحت تُلازمنا مثل “فاهمني” و”واخد بالك”، وهي في الغالب لا داعي لها، وتدعو المحطة السادسة إلى استخدام ألفاظ التقدير والأدب مثل “حضرتك”، أما المحطة الأخيرة فتنصح بالمرونة في الأسلوب، فكل حوار له ما يميِّزه عن غيره، قد تحتاج إلى أساليب متنوعة كالسرعة في الرد أو الهدوء أو الرسمية، لذا اختر الأسلوب المناسب والتجهيز له قبل الخوض في الحوار.
الفكرة من كتاب فن الكلام وأصول الحوار الناجح
بفن الكلام وصل أناسٌ إلى حيث لا ينساهم التاريخ، فبه حكم البعض بلادًا، وبه حقَّق البعض الآخر مُبتغاهم ولو كانت مؤهلاتهم أقل من مُنافسيهم لكنهم كانوا مُؤثرين، وربما بفن الكلام خلق صاحبه أفضل العلاقات مع أحبَّته ومن حوله على الأقل، ولا تُوجد وظيفة أو شيء في الحياة إلا وللكلام وفاعليته فيها حضور كبير، فهلَّا اعتبرنا ذلك الفنّ مهارةً وجب علينا اكتسابها حتى نصل على نحو أسرع إلى ما نُريد.
مؤلف كتاب فن الكلام وأصول الحوار الناجح
إيهاب فكري: كاتب وباحث في علوم الإدارة، حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، كما حصل على الدكتوراه في استراتيجيات التسويق من الجامعة الأمريكية بلندن، وقد عمل في مجال الإدارة في كثيرٍ من الشركات العالمية، كما عُرف بإسهاماته في التدريب والمحاضرات العامة.
من أبرز مؤلفاته:
4 شارع النجاح.
أصحاب الكاريزما.
بين يدي أستاذي.