تطوُّر الدولة السعودية
تطوُّر الدولة السعودية
بعد هزيمة آل سُعُود من آل رَشِيد في معركة المُلَيدَاء عام ١٨٩١، اضطروا إلى الهجرة من الرِّياض إلى الكُويت للاحتماء بها، وظل آل سُعُود قريبين من الأحداث الجارية في الخليج العربي خصوصًا مع اهتمام بريطانيا بالأهمية الاستراتيجية والاقتصادية للكُوَيت وحرصها على عقد اللقاءات والمؤتمرات بها. وقد ساعد هذا الوضع على اكتساب ابْن سُعُود القدرة على التعامل مع التطورات الدولية وفَهم ألاعيب السياسة البريطانية.
وفي عام ١٩٠٢ استطاع عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ سُعُود استعادة الرياض مرة أخرى، وتمكن من توسيع رقعة مُلكه، فضم إليها نَجْدَ والقَصِيم عام ١٩٠٦، ثم اتجهت أنظاره إلى الاستيلاء على الأحْسَاء لعدة دوافع منها موقعها الجغرافي المميز على البحر واحتوائها على موانئ تِجَارية هامة على الخليج العربي، كما أنها كانت تعج بالقبائل المُعادية لنَجْدَ التي فرضت حصارًا عليها واستمرت في التعدي على القوافل النَّجْديَّة التِّجَارية. وقد تشجّع ابن سُعُود على ضم الأحساء بعد تذمُّر أهلها من سوء إدارة الدولة العثمانية وقسوتها، بالإضافة إلى ضعف الحاميات العثمانية بها بسبب انشغالها في الحرب مع إيطاليا في البلقان عام ١٩١٢، فانتهز ابن سُعُود الفرصة وهاجم الأحْسَاء بجيش قوامه ٦٠٠ جندي في عام ١٩١٣ ونجح في طرد العثمانيين منها.
كما تمكن من الاستيلاء على القَطِيف والعُقير وما بهما من موانئ هامة، وقد كان لهذا أثر كبير في تطور الدولة السعودية وتقوية شوكتها وصعود نجم ابن سُعُود. وجدير بالذكر أن ابن سُعُود وقَّع معاهدة مع الباب العالي العثماني للاعتراف به واليًا على نَجْدَ والأحْسَاء في مقابل حماية المصالح العثمانية بها ومنع التدخلات الأجنبية في الأحْسَاء، وبعد ذلك تركَّز انتباه ابن سُعود على محاربة آل رَشِيد في حَائِل باعتبارهم الخطر الذي يهدد نفوذه في الجزيرة العربية.
الفكرة من كتاب بيرسي كوكس والسياسة البريطانية إزاء أُمراء نَجْد، الكُويت، الِحَجاز، حَائِل (١٩١٥ – ١٩٢٣)
يتحدث الكتاب عن التطورات السياسية في الجزيرة العربية منذ نشأة الدولة السعودية عام ١٩٠٢ وحتى عام ١٩٢٣، وكيف أثَّر ذلك في تغيُّر الخريطة السياسية لدول الجزيرة العربية، كما يسلط الضوء على السياسة البريطانية تجاه أمراء الجزيرة العربية الذين كانوا سلاحًا للحد من تزايد نفوذ الدولة العثمانية، فقد عملت بريطانيا على إيجاد حالة من الوِفاق بينهم لتتمكن من استمالتهم إلى جانبها في الحرب العالمية الأولى حتى تستطيع هزيمة الدولة العثمانية، وقد وَجَبَ على بريطانيا التدخل في عديد من المواقف للحد من الخلافات ووقف النزاعات بين الأمراء، من أجل توطيد نفوذها وحماية مصالحها في الخليج العربي والجزيرة العربية وكذلك لحفظ توازن القوى بين دول الجزيرة العربية.
مؤلف كتاب بيرسي كوكس والسياسة البريطانية إزاء أُمراء نَجْد، الكُويت، الِحَجاز، حَائِل (١٩١٥ – ١٩٢٣)
صبري فالح الحمدي: باحث سياسي وأستاذ في جامعة المستنصرية بالعراق، تولى رئاسة مركز المستنصرية للدراسات العربية والدولية، حصل على جائزة أفضل كتاب عام ٢٠١١، كما حصل على مرتبة العلماء عام ٢٠١٦، له عديد من المؤلفات والأبحاث العلمية، مثل:
الصراع الدولي في الخليج العربي.
أضواء على تاريخ البحرين الحديث.
أشراف الحجاز في القرن الثامن عشر.