ثغر المرابطة العربية وثقافة الإحياء

تكمن مهمة المثقف المرابط في تجاوز رتبة “الالتزام” وهو الاضطرار وعدم الاختيار كونه مفهومًا أجنبيًّا، ليس أصيلًا، والارتقاء إلى رتبة أعلى، وهي “الملازمة” حيث تستند إلى كون الإنسان حاملًا للأمانة، كما ينبغي للمثقف المرابط إعادة “وصل السياسي بالأخلاقي”، الذي قام المثقف المنسلخ بالفصل بينهما بداعي أن السياسة تقوم على المصلحة، بينما الأخلاق تقوم على القيم، فيجب أن يعمل المرابط في ثغر السياسة من أجل تجاوزها إلى أفق أعلى هو “التخليق”.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

كما ينبغي للمثقف المرابط أن يقوم “بوصل الديني بالإنساني” الذي قام المثقف المنسلخ بفصل كليهما عن الآخر بداعي أن الديني أمر خاص، بينما الإنساني أمر عام، فعلى المرابط أن يعتقد بقوة أن جوهر الدين هو إنسانيته، ولا بدَّ من تأسيس القيم على الصفات الإلهية، فعندما يقال: “العدل” أو “السلام”، فلا بدَّ أن يتبادر إلى الذهن “كمال العدل” أو “كمال السلام” ولا يتصف بالكمال إلا الحق سبحانه وتعالى، كما ينبغي كذلك تأسيس الثقافة على قواعد الدين.

فيجب على المرابط أن يُحيي في الناس “ثقافة الإحياء”، وأن يكون رائدًا لهذا الإحياء، بأن يقدم إحياء غيره على إحياء نفسه؛ ويكون ذلك وَفق ستة مبادئ: (مبدأ ترك إرادة الإيذاء)، و(مبدأ اعتبار قتل الأخ لأخيه قتلًا للإخوة جميعًا)، و(مبدأ تقديم الإحسان على العدل)، و(مبدأ الخروج على السياسة الاحتيازية كون الإنسان مؤتمنًا على الأشياء لا مالكًا لها على الحقيقة)، و(مبدأ الاستباق إلى ردِّ الأمانة)، و(مبدأ الإشفاق من تحمل الأمانة).

يرى الدكتور طه عبد الرحمن أن الأمتين الإسلامية والعربية تخوضان صراعات فيما بينهما وبين غيرهما، كما أن الإخوة يقتتلون فيما بينهم، وأن مثل تلك القضايا الكيانية توجِّب علينا تقديم النظر الفلسفي على التحليل السياسي، لذا يقوم ببحث الجوانب الفلسفية المتعلقة بتفريط العرب في القدس من خلال التطبيع، والصراع (الإسلامي الإسلامي) بين النظامين السعودي والإيراني على بسط النفوذ على العالم الإسلامي، واقتتال العرب فيما بينهم من خلال انتشار ثقافة القتل.

طه عبد الرحمن، فيلسوف مغربي متخصِّص في علم المنطق وفلسفة اللغة والأخلاق، أحد أبرز الفلاسفة والمفكرين منذ سبعينيات القرن الماضي، كتب عشرات الكتب، ومنها: “العمل الديني وتجديد العقل”، و”سؤال الأخلاق”، و”روح الحداثة”، و”بؤس الدهرانية”.