تطوير أداء الخطاب العقدي
تطوير أداء الخطاب العقدي
في البداية لا بد من تأكيد ضرورة تحري الصدق والعدل والدقة والموضوعية في تناول الظاهرة الإلحادية، وذلك بسبب قيمة الصدق الشرعية، وأن الصدق والعدل في فهم الظواهر هما أولى خطوات الفهم الصحيح لها، والذي سيترتب عليه بعد ذلك التفاعل الصحيح معها والمعالجة الدقيقة لها، كما أن عدم الالتزام بالصدق والعدل في توصيف الظواهر العقدية والعلمية له آثار خطيرة قد يستغلها الطرف المقابل في التقليل من المسلمين، فالواجب وصف الأمور كما هي ليحسن الإنسان بعد ذلك التعامل معها، ومعرفة طبيعة الخطاب الذي يحتاج إلى توليده.
ومن القضايا المهمة في تناول الظاهرة الإلحادية عدم تسطيحها، فهي ظاهرة معقدة مركبة، فمن المهم أن تكون نظرتنا إلى بواعث الإلحاد وأسبابه نابعة عن نظر جاد في الواقع ودراسة دقيقة له، لتكون النتائج أقرب إلى الصحة.
ومن السطحية في تناول الظاهرة أيضًا سطحية التناول العلمي لها، إما بسطحية الإدراك لمقولاتها، وإما بضعف الاستجابة والرد على تلك المقولات.
ووجب التنبيه إلى تجديد صيغ وقوالب بعض الأدلة العقدية، وممارسة شيء من العصرنة اللفظية لها، والاستفادة مما استجد من المعارف والعلوم، وذلك لتناسب تلك الدلائل المزاج العلمي المهيمن على الكثيرين، فإن كان بالإمكان إقامة الأدلة الصحيحة مما ينتفع به طائفة أوسع من الناس، فهو مطلب شرعي ينبغي السعي إلى تحصيله.
الفكرة من كتاب ميليشيا الإلحاد
انتشرت مؤخرًا ظاهرة الإلحاد الجديد، والكتاب الذي بين أيدينا يتناول تصحيح التصور حول تلك الظاهرة وبيان تطوراتها وأهم سماتها، كما يراجع أداء الخطاب العقدي الإسلامي ومدى كفاءة أدواته العلمية الحالية لمواجهة إشكالية الإلحاد الجديد، ومدى كفايتها لخلق الحصانة العقدية لدى أبناء المسلمين.
مؤلف كتاب ميليشيا الإلحاد
عبد الله صالح العجيري: باحث ومُفكِّر سعودي، حاصل على بكالوريوس هندسة حاسب آلي وبكالوريوس أصول دين، يهتم بالقضايا العقدية الفكرية، وهو مدير مركز تكوين للدراسات والأبحاث، وله العديد من المؤلفات والكتب منها:
شموع النهار.
زخرف القول.
ينبوع الغواية الفكرية.