تسليع الفن
تسليع الفن
يُمكن أن ينظر إلى الفن كنزعة استهلاكية أيضًا في ظل العالم الاستهلاكي الذي نعيشه اليوم، وبدلًا من أن يكون الفن مصدرًا للثقافة مثلًا أصبح الاستهلاك المادي المتزايد سمة ثقافية منتشرة بين فئات المجتمع المختلفة، فهو يتمتع بكونه جذابًا لافتًا وواسع الانتشار، ومن ثم مع انتشار ثقافة الاستهلاك في المجتمع وسهولة تداولها وسرعة تغلغلها ربما لن يكون للفن حضور كمؤثر ثقافي بشكل مباشر.
أصبح للمنتجات الاستهلاكية شكل مميز، علامة تجارية فريدة، وإعلانات صاخبة ومتجددة في كل مكان، وما الوسيلة المستخدمة؟ بالطبع الفن بشتى صوره وأشكاله، بعد ظهور النيوليبرالية والتطور التكنولوجي وظهور الإنترنت أخذت السلع شكلًا جديدًا غير مادي إلى حد كبير، وعلى الجانب الآخر بدأ العمل على العلامات التجارية ورموز الشركات نفسها، أسماء كانوا أو رموزًا حقيقية كفنانين أو مشاهير، ومن ثم بدأت تلك العلامات التجارية تخرج من الطابع الفني إلى طابع أكثر تجسيدًا و”حياة” لم تعد مجرد رسوم أو رموز فقط.
ليست السلع المادية فقط التي استغلت الفن لصالحها، الموضة أيضًا توددت إلى الفن والفن خدمها، فمثلًا ضمت المجلات الفنية إعلانات أكثر لشركات الأزياء، وضمت مجلات الموضة مقالات أكثر عن الفن المعاصر كما يذكر الكاتب، كما تم استخدام الصور بشكل كبير في مجلات الموضة كنوع من أنواع الفنون.
أصبح الفن سلعة من السلع يمكن استعمالها وتطويعها لخدمة الموضة أو الشركات في الترويج لمنتجاتها ثم لعلامتها التجارية أو الاستغلال التجاري الدعائي في الإعلانات والصور وغير ذلك، وكما يقول الكاتب: كلما ازداد اكتساب السلع السمة الثقافية ازداد تسليع الفن أكثر، مع توسع سوقه ومع ازدياد تضمينه داخل المسار العام للنشاط الرأسمالي.
الفكرة من كتاب الفن المعاصر: مقدمة قصيرة جدًا
يُقال إن مصطلح تأثير الفراشة يشير إلى أن الفروق والتغيرات الديناميكية البسيطة التي تكون في بداية الحدث تنتج عنها تغيرات وتأثيرات ونتائج متتالية قد يفوق حجمها الحدث الأصلي وقد يمتد أثرها إلى ما لا يُتوقع!
ويبدو أن ما يشهده العالم من تقلبات سياسية واقتصادية وفكرية اليوم وعلى مدار الزمان تُخضعنا لتأثير الفراشة، فتمتد آثار تلك التقلبات والتطورات لتشمل جوانب عدة من حياتنا لم نكن نتوقع أنها متأثرة بفعل هذا كله، مجالات وجوانب عدة كنا ننظر إلى بعضها مثلًا باعتبارها وسائل ترفيه “بريئة” تتم صناعتها والعمل عليها لإسعادنا فقط، وبعضها صنُع ليسهل مزيدًا من التواصل والتقارب، والبعض الآخر لتلبية احتياجاتنا من الغذاء والدواء، لكن بعد قراءتك لهذا الكتاب ستتغير نظرتك ليس تجاه الفن فقط كما هو عنوان الكتاب ولكن تجاه كل شيء من حولك تقريبًا!
مؤلف كتاب الفن المعاصر: مقدمة قصيرة جدًا
جوليان ستالابراس، محاضر متخصص في تاريخ الفن في معهد الفنون بلندن، إلى جانب كتابه هذا فهو كاتب في العديد من الصحف والمجلات أيضًا، كمجلة Evening standard.
معلومات عن المترجمة:
مروة عبد الفتاح شحاتة، خريجة جامعة عين شمس، قسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن، وحاصلة على دبلوم الترجمة التحريرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة أيضًا، تعمل حاليًّا مراجع ترجمة لدى مؤسسة هنداوي، من الكتب التي ترجمتها أيضًا:
الحركة التقدمية في أمريكا.
الرأسمالية والحرية.
رقصة الظلال السعيدة.