ترابُطُ الخلايا العصبيةِ المُخِّيّةِ بطريقةٍ ما قَدْ يُصعّبُ من تغييرِ العَادات
ترابُطُ الخلايا العصبيةِ المُخِّيّةِ بطريقةٍ ما قَدْ يُصعّبُ من تغييرِ العَادات
لماذا رُغمَ مَعرِفَتِنَا بمخاطرِ التدخين، والتناولِ المُفرِطِ لمُثلجاتِ الآيس كريم؛ لا نتوقفُ عن هذا الفعلِ المُضِر؟ لماذا تبدو بعضُ العاداتِ عصيةً على التغيير؟
العاداتُ السلبيةُ تُشعرُكَ باللّذة في باديءِ الأمر، ترتبِطُ تلك اللَّذةُ بفعلِ هذه العادات، مما يؤدي لتعزيز ترابُطٍ عَصبيٍ مُخي، تُجاهَ القيامِ بها.
أحدُ مرتادي عيادةِ الكاتب، كان يعملُ مسؤولًا تنفيذيًا ويشعرُ بالضغطِ العصبي؛ لأن الكثيرينَ كانوا يَتهافتونَ عليه، لطلبِ نصيحتِهِ ومَشُورتِه.
حاولَ الشخصُ التغلبَ على مشاعرِ الضَّغطِ السلبيةِ تلك، بتناولِ كأسٍ من الخَمْرِ يوميًا، ولكن مع الوقت، ازدادَ احتياجُهُ إلى زيادةِ عدد الكؤوس؛ كي يَحصُلَ على شُعورِ الراحةِ المُؤقتة، التي وصَلَ إليه في أولِّ الأمر.
ومع مُرورِ المزيدِ والمزيدِ من الوقت، ازدادَ التوترُ أكثرَ من ذيِ قَبل؛ بسببِ تفاقُمِ رغبتِهِ المُلحَّةِ المُزعجة؛ ليشربَ الخمر؛ أي تحوّلت آليةُ تخفيفهِ للتوتر – وهي الخمر- لمُسبِبٍ للتوتر.
نفسُ الشيءِ يحدثُ عندما تُركِزُ على رسائلَ مُخِّك الخادِعَة؛ مثل: “أنا لستُ جيدًا” وتَعمدُ إلى التخلُّصِ من إزعاجِها، بفعلِكَ عادةً تُحاوِلُ بها تخفيفَ وطأةِ تلك الرسائل، مثلَ شُربِ السَجَائِرِ أو التطلُّعِ للحُصُولِ على اعترافِ الآخرين دائمًا، هكذا تُسجَنُ داخِلَ حُدودِ مُخِّك.
عليك بالخروجِ من دائرةِ الرسائلِ السلبيةِ المُفْرَغَة؛ كي لا تجعلَهَا تتحولُ إلى حقيقة، فلا تُغذي” وحشك” باستجابَتِكَ للرسائلِ السلبية، ولا تُعَوِّدْ نفسَكَ على الحُلولِ المُؤقتةِ بالعاداتِ المُؤذية.
فمثلاً جُملة “أنا لا أستحِقُ الحُب، بل أنا مُثيرٌ للاشمئزاز”، تلك الجملةُ قد يَنتُجُ عنها شعورٌ جسديٌ قويٌ يَدفعُكَ إلى الانغماسِ في مَلذّاتِ الطَعَامِ وما شابَهَهَا، وبالتالي تتضررُ صِحّتُك.
الفكرة من كتاب أنتَ لستَ مُخّك!
معظمُ الناس يقضون وقتًا كبيرًا من حياتِهِم في حَلْقةٍ مُفْرَغة؛ كرَدةِ فعلٍ لمُجابهةِ كُلِّ ما يحدثُ داخلَ عُقُولِهم من الأفكارِ السلبية، مثلِ الخوفِ من التحدُّثِ أمام الجماهيرِ ورَهَابِ العَلاقاتِ الاجتماعية؛ حيثُ يُرسِلُ المُخُّ رسائلَ تُخبرهُم بأنهم بِلا قيمة، ولا يستحقون الحياة أو الحب.
كتاب “أنت لست مخك” يدعونا إلى تغييرِ وتحدي تلك الأنماطِ الراسخة؛ عن طريق التركيزِ على جعلِ المُخِّ حليفًا لك، بعد تحييدِ عَدَاوَتِه. من خلال هذا المُلخص؛ ستتعرفُ على حِيَلِ المُخِّ وكيفيةِ مُواجهتِهَا، فهو له رسالاتٌ خادعةٌ عديدة، تُبرمجُنَا بِصِبْغَةِ الأفكارِ السلبية، أشهرُهَا “أنا لستُ جيدًا بشكلٍ كاف”.
من الآن فصاعدًا، لا تُصدق مُخّك، ولا تَتّبِعْهُ اتباعًا أعمى بلا بَصِيِرَة؛ فالأفكارُ السلبيةُ تلك، لا تُعبِّرُ عنك أنت، هي رسائلُ مَبتورةُ بِلا أصل داخِلَ مُخِّك. لا تستمِع إليِها.
مؤلف كتاب أنتَ لستَ مُخّك!
“جيفري شوارتز”، يعمل كطبيب بشري وباحث في الطب النفسي، في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا – لوس أنجليس، وتُركزُ أبحاثُهُ على مَجالِ المُرونة العصبية – ذاتيةِ التوجيه- وعلاقتِها باضطراب الوَسواس القهري.
وأما “ريبيكا جلادينج”؛ فهي تعمل أيضًا طبيبة بشرية، شَغَلَتْ منصِبَ أستاذةِ الطبِّ الإكلينيكي، وعمِلَت كطبيبةٍ نفسيةٍ مُعالِجة، في جامعة كاليفورنيا- لوس أنجليس، ولديها خبرةٌ واسعةٌ في دِراسةِ التأملِ الواعي والتوتر والاكتئاب .