تخصيص وقت للقراءة
تخصيص وقت للقراءة
لو سألت قارئًا عن عدد ساعات قراءته قد لا يعرف الإجابة، وذلك لأن القراء معتادون القراءة متى سنحت لهم الفرصة، ويظن معظم الطلاب أنه يجب تخصيص وقت متواصل للقراءة، ومع انشغالهم اليومي بين الواجبات المدرسية والتدريبات لا يتمكن معظمهم من توفير الوقت، خصوصًا لو كانوا لا يملكون دافعا قويًّا إلى القراءة، ويكون الحل في البداية هو توجيه أنظار الطلاب إلى تلك اللحظات التي يمكن اختلاسها خلال اليوم للقراءة بدلًا من التخلي عنها تمامًا، ويمكن للمعلم مساعدة الطلاب من خلال النقاشات المفتوحة عن الفواصل الزمنية التي وُجِدَت في يومهم أو تلك الأوقات غير المخطط لها خلال اليوم، كوقت انتظار التدريب، ومن المهم تحفيز الطلاب على حمل كتاب معهم أينما ذهبوا لاستغلال هذه الفواصل الزمنية.
ويمكن مساعدة الطلاب على ملاحظة عاداتهم القرائية خارج المدرسة من خلال إعداد سجل لكل طالب يوضح فيه خط سير القراءة الأسبوعية، وذلك لتحفيزهم على تسجيل معدل وقت القراءة خلال الأسبوع والأماكن التي قرؤوا فيها، ثم يناقش المعلم سجل سير القراءة مع طلابه من خلال طرح أسئلة، مثل: ما مكانك المفضل للقراءة؟ وأين قضيت وقت القراءة؟ هل واجهتك صعوبة في المحافظة على القراءة خارج الفصل؟ ما العقبات التي تواجهك عند قراءة كتاب؟ فهذه الأسئلة تهدف إلى زيادة وعي الطلاب الذاتي بعاداتهم القرائية وتشعرهم بالمسؤولية وتساعدهم على التفكير في حلول مختلفة للحفاظ على عادة القراءة، كما تمكن هذه الطريقة المعلمَ من ملاحظة طلابه الذين يحتاجون إلى دعم إضافي.
ويجب ملاحظة أنماط الطلاب خلال الوقت المخصص للقراءة، وذلك لتحديد من منهم مستغرق في القراءة ومن يدّعي أنه يقرأ، ويمكن للمعلم من خلال تحديد هؤلاء الطلاب أن يقدم إليهم المساعدة، ويكون ذلك من خلال توفير بيئة آمنة تسمح ببناء الثقة بينهم وبين معلمهم، فيقدم المعلم المساعدة من خلال معرفة العقبات التي تواجههم، كعدم القدرة على اختيار الكتاب الصحيح، وربما يواجه هؤلاء الطلاب صعوبات في عملية القراءة نفسها، لذا يجب متابعتهم وتشجيع جهودهم الصغيرة وحثهم على تسجيل معدل القراءة وعدم الكذب.
الفكرة من كتاب القراءة الجامحة: أسس تنمية عادة القراءة
تؤكد المؤسسات التعليمية أهمية القراءة بشكل دائم وتسعى إلى قياس كفاءة الطلاب ومهارات القراءة من خلال الاختبارات فقط، ونتيجة لذلك يشعر عديد من الطلاب بالنفور من القراءة وترتبط في أذهانهم بكونها واجبًا أكاديميًّا فقط فلا يعطونها أهمية خلال أوقاتهم خارج أسوار المدرسة، ومن ثم يفتقرون إلى عديد من المهارات المهمة.
في الحقيقة توجد فائدة كبرى على المدى الطويل لتخصيص وقت للقراءة في الفصول المدرسية والمحافظة عليه وتشجيع الطلاب على تخصيص وقت للقراءة في المنزل، إذ تشير الأبحاث إلى أن معدل الوقت المستغرق في القراءة يتناسب طرديًّا مع أداء الطلاب في الاختبارات، كما تشجع هذه العملية ما هو أكثر من عادة القراءة، فهي تعطي للطلاب الفرصة لتبادل الملاحظات والآراء مع قراء آخرين وتوفر لهم شعورًا بالانتماء إلى مجتمع القراء الذي يقدرهم ويراهم قراءً حقيقيين.
إذًا كيف نشجع الطلاب على الاستمرار في عملية القراءة خارج المدرسة؟ وكيف نعمل على تحويل القراءة إلى عادة بدلًا من كونها مقررًا دراسيًّا فقط؟ وكيف ننتج قارئًا نهمًا؟ هذه الأسئلة وغيرها يحاول كتابنا تقديم الإجابة عنها.
مؤلف كتاب القراءة الجامحة: أسس تنمية عادة القراءة
دونالين ميلر: معلمة ومؤلفة ولدت عام ١٩٦٧م، ودرست مادة فنون اللغة للصف الرابع في منطقة فورت بولاية تكساس، وحصدت عديدًا من الجوائز كمدرس العام لعام ٢٠١١م، وجائزة الإنجاز المتميز مدى الحياة لجهودها المميزة في تدريس فنون اللغة لعام ٢٠١٨م، وهي مؤلفة لعديد من الكتب التي تهدف إلى إنشاء مجتمعات قراءة جذابة وشاملة لجميع الأطفال، ومن مؤلفاتها:
الهامسون بالكتب.
The joy of reading.
سوزان كيلي : معلمة لفنون اللغة أقامت عديدًا من ورش القراءة والكتابة للطلاب والمعلمين.
معلومات عن المترجمة:
سارة عادل: مترجمة مصرية تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية عام ٢٠٠٨م، تعمل مترجمة في مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، ولها عديد من الكتب المترجمة:
النظرية النقدية: مقدمة قصيرة جدًّا.
تعلم لغة جديدة بسرعة وسهولة.
تأملات في حياة الناس الأكثر فعالية.
العمل الجماعي من أجل الابتكار.