تحكّم في الأنا بالتأمُّلِ الواعي والرأفةِ بالآخرين
تحكّم في الأنا بالتأمُّلِ الواعي والرأفةِ بالآخرين
يعلِّمُنَا التأملُ الواعي الاستجابةَ السليمةَ لأي حدثٍ أو شعورٍ داخليٍّ، دونَ ردودِ أفعالٍ آلِيَّةٍ بلاَ تفكير، فهوَ يَزيدُ قدراتِنَا على عدمِ الانغماسِ بشكلٍ كاملٍ في لحظاتِ الحاضر ومقاومةِ الغرقِ في ضغوطِ الحياة.
كما أنّهُ يُغيَّر من تكوينِنَا البَيُولوجي، فقد أجرت جامعةُ هارفارد دراسةً على التأمُّلِ الواعي، بواسطةِ التصويرِ بالرنينِ المغناطيسيِّ لمدةِ ثمانيةِ أسابيع، أظهرت هذهِ الدراسةُ زيادةَ سُمكِ المادةِ الرَمَاديةِ، في أجزاءِ المخِّ المعنيَّةِ بالوعيِ الذاتيِّ والرحمةِ، وبيَّنَت أيضًا تقلُّصَ أجزاءِ المخِّ المتعلقةِ بالضغطِ العصبي.
يساعدُ التأمُّلُ أيضًا على زيادةِ التراحم، وممارسةُ ذلك السلوكِ الرحيمِ تجاهَ نفسِكَ وتجاهَ الآخرين ليست بالشيءِ الهين، فإظهارُ الرحمةِ بنفسِكَ سيحسِّنُ من اتخاذِ القراراتِ؛ لأنَّكَ أعطيتَ لنفسِكَ الإذنَ بمسامحتِها، وتقبلِ أخطائها، وإظهارُ الرحمةِ بالآخرينَ يجعَلُكَ أكثرَ سعادة.
في دراسةٍ أخرى، طُلِبَ من المشاركينَ بها تسجيلُ كلِّ المحادثاتِ والنِقاشاتِ التي تدور بينهم وبين الآخرينَ لعدَّةِ أيام.
تلكَ التسجيلاتُ بيَّنَت أن ممارسي نشاطِ التأمُّلِ كانوا أكثرَ تعاطفًا، واستخدموا كلمة “أنا” أقلَّ من أقرانِهِم، وقضوا وقتًا أطولَ مع أشخاصٍ آخرينَ وضحكوا أكثر.
الفكرة من كتاب عشرة بالمائة أكثر سعادة
كيف تروِّض “الأنا” وتقودُ زِمامَ أمورِ حياتك؟
يُسبِرُ كتابُ “عشرةٌ بالمائةِ أكثرُ سعادة” أغوارَ فنِ التأمل، ويأخُذُكَ في رحلةٍ خاصةٍ لتتعرَّفَ عن كَثَبٍ على ذلكَ المفهوم، الذي قد يُغيِّرُ حياتَك.
إنَّ للتأملِ فوائدَ عديدة، فقد أثبتَ العلمُ الحديثُ التأثيرَ الإيجابيَّ له على البدنِ والعقل.
مؤلف كتاب عشرة بالمائة أكثر سعادة
دان هاريس Dan Harris: مُقدِّمُ نشراتِ أخبار “إيه بي سي نيوز”، وقد قامَ بتغطيةِ العديدِ من الأحداثِ العالمية؛ كاحتلالِ أفغانستان وغزوِ العراق، وحصلَ على عدَّةِ جوائزٍ تقديرًا لجهودهِ الصحفيةِ والإعلامية.