تاريخ الإنسان مع الضغوط
تاريخ الإنسان مع الضغوط
انقسم تاريخ الإنسان مع الضغوط إلى: التاريخ غير الرسمي للعلم، وهو عبارة عن ملاحظات قليلة مذكورة في بعض الكتب، والتاريخ الرسمي للعلم، فيخضع للبحث من أحد العلماء لظواهر الضغط، وبدأ على يد العالم سيلي، وهو من نقل مصطلح الضغط والإجهاد من العلوم الفيزيائية إلى علم النفس لأنها تحمل المعنى نفسه المؤثر في الإنسان والمآلات نفسها، لأن الضغط الزائد على الإنسان يُسبِّب له الإنهاك، وفي بعض الأحيان الموت، وجاء بعض العلماء فاهتموا بالأبحاث والدراسات، وأنشؤوا كثيرًا من المقاييس للضغوط بجميع اللغات تقريبًا، ومن أشهرها مقياس Holmes & Rahe (هولمز وراهي)، ويقوم كل مقياس على العوامل المؤثرة به، فمثلًا لو كان هناك مقياس لضغوط العمل ستوضع به كل العوامل المسببة لضغوط العمل للفرد.
وهناك علماء اهتموا بالضغوط السعيدة التي تحدث للفرد مثل الصلاة، أو شراء سيارة جديدة، أو أحلام اليقظة، أو الارتقاء بمنصب أعلى في العمل، أو التبليغ بأخبار سارة وغيرها، ومع تعرُّض الشخص للأحداث السيئة أو السعيدة بتأثيرها تختلف درجة الاستجابة لها من شخص إلى آخر بسبب الفروق الفردية المتفاوتة بين الأشخاص، وفي الحقيقة الأشياء التي يستعد لها الإنسان تكون الاستجابة لها أفضل من الفجائية، وقد اكتشف العلماء المراحل الثلاث للضغوط، أولًا الإنذار، ويتمثَّل في علامات أو تغيُّرات تصدر من عدة جهات للشخص لم تكن موجودة من قبل؛ مثل العلامات الجسدية كالإرهاق من أقل مجهود، والصداع، والبقع الجلدية، والتغير في الشهية للطعام، والشعور بآلام متعددة في جميع أنحاء الجسد، والعلامات النفسية؛ مثل القلق والحزن وتبلُّد الإحساس والأرق وعدم التركيز والدوار والإحساس بالفراغ، والعلامات الاجتماعية؛ مثل العزلة والشعور بالوحدة ونقص الإنتاج وكثرة المشاجرات مع الآخرين.
والثانية هي مرحلة المقاومة، التي يجد فيها الإنسان نفسه مُتصدرًا للضغوط وعليه مواجهتها حتى لو كُرهًا، وإذا تخطَّاها وصل إلى المرحلة الثالثة وهي الإجهاد، وهنا تستغيث جميع أجهزة الجسم، وقد تنقلب على الشخص نفسه لسلبيته في التخطي، ومن أعراضها الشك في الآخرين، وعدم مسامحتهم، وتضخيم الأخطاء، وقد تصل به إلى الانهيار، لذا يجب الاستعداد بحكمة للضغوط والتعرُّف عليها.
الفكرة من كتاب كيف تواجه الضغوط النفسية
لا يستطيع الإنسان ردع الابتلاءات في الحياة أو كوارثها الطبيعية، وذلك لأنه قدر الله على عباده في الأرض واختباره لهم، مثلما وجد الخير فهناك الشر كي تتزن الحياة، وحقيقة الدنيا تقوم على الاختبار كما قال الله (عز وجل) في كتابه: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾، أي مرةً بالسراء ومرةً بالضراء ويبتليهم بالقليل لأنه لو ابتلاهم بالكثير لهلكوا، وقد جاءت اختبارات الله (عز وجل) مُمحِّصة لا مُهلِكة للبشر، لذا فالبشر في ضغط كبير من الحياة وفي حاجة إلى نفسية قوية وجهاد كبير كي يواجهوا شقاءها، وهذا ما يعرضه لنا الكاتب من خلال بعض الدراسات عن الضغوط النفسية وتأثيرها في الإنسان وكيفية هزيمتها.
مؤلف كتاب كيف تواجه الضغوط النفسية
الدكتور محمد حسن غانم: كاتب، وروائي، وأستاذ في علم النفس، ومعالج نفسي مصري تخرج في جامعة عين شمس قسم علم النفس بكلية الآداب، ونال درجة الماجستير في علم النفس، ثم حصل على الدكتوراه. عمل أستاذًا مشاركًا في قسم علم النفس بكلية آداب جامعة حلوان، إلى جانب عمله مدربًا في مجال مكافحة الإدمان، وعضوًا بصندوق مكافحة الإدمان التابع لمجلس الوزراء المصري.
له عدة مؤلفات منها: “حياتك بلا خوف”، و”العلاج النفسي”، و”التأثيرات النفسية لوسائل الإعلام”، و”علم النفس التجريبي”.