بين الرجل وزوجته
بين الرجل وزوجته
مما يقع فيه الأزواج أن يفترض الرجل في زوجته المثالية، فهو يريدها أن تقوم بواجبها كاملًا، وترعى الأولاد فلا تقصِّر، وأن يكون كل شيء مُعدًّا في موعده كاملًا بغير نقصان، وهي على ذلك دائمًا في كامل زينتها، ناسيًا أنها إنسانة غير كاملة كما أنه هو ليس بكامل، وابتغاء الكمال مما ينغِّص عيشهما معًا، وليس أسوأ من أن يكون الرجل دائم النقد شديد الملاحظة لكل صغيرة وكبيرة، فتنفر منه زوجته وتكره حضوره، لذا عليه أن يكون مراعيًا مقدرًا، ومتغافلًا عن بعض تقصيرها، وأن يتذكر دومًا قول النبي (ﷺ): “لا يفرك مؤمنٌ مؤمنة إن كره منها خلقًا، رضي منها خلقًا آخر”.
ومن الأخطاء أيضًا إهمال العرف وما اعتادته الفتاة في بيئتها ومسكنها، وتعجُّل التغيير، ونحن حين نتزوج فإن من خلفنا عمرًا وطباعًا تطبَّعنا بها، وعاداتٍ شكَّلت شخصياتنا، وتغيير ذلك عسير على الرجل والمرأة ويتطلَّب وقتًا بطبيعة الحال كما يحتاج مجاهدة للنفس وصبرًا، وقد تكون المرأة مدللة في بيت والدها معتادة أن تُلبَّى طلباتها، ثم إذا بها بين يوم وليلة تقوم على شؤونك وشؤون بيتك كاملة، فيشق عليها ذلك وتكون بحاجة إلى مساعدتك ودعمك لا إلى تقريعك ولومك.
وبعض الرجال ينزعج لغلبة عاطفة زوجته في بعض أمرها، أو لسرعة انفعالها وثورتها، أو لكثرة كلامها، ناسيًا أن تلك طبيعتها كامرأة، وهكذا خلقها الله لتكون مهيَّأة لدورها مع زوجها وأولادها بعاطفتها الفيَّاضة ورقة شعورها، ولو كانت بجلَد الرجل وحزمه وحسمه، ما استقامت البيوت وإنما يكمل كلٌّ منهما الآخر.
ومن الأخطاء أيضًا عدم اتباع الهدي الإسلامي في إصلاح الزوجة في حالة النشوز، بأن يبالغ الرجل في الهجر والضرب، وما شرعه الإسلام في النشوز هو بغية الإصلاح لا الانتقام، وما يفضي لمفسدة أكبر فليس من الشرع في شيء، ومن اتخذ الضرب رخصة لفرض السيطرة على الزوجة وإذلالها مغترًّا بقدرته عليها فلا ينسينَّ أن الله عليه أقدر.
الفكرة من كتاب أخطاؤنا في معالجة الأخطاء
الأخطاء تحدث ولا شك، ولا يمكن إيقافها بشكل كلي، وكل ما نستطيع فعله حين حدوثها هو تداركها بشكل صحيح، لذا فإن أكثر ما يزيدها خطورة أن نعالجها بطريقة خاطئة، فنفسد بدلًا من أن نصلح، وذلك واقع في مختلف الأدوار في حياتنا، واقع بين الرجل وزوجته، وبين الوالد وولده، والمعلم وتلميذه، والمرء وصاحبه، والموظف ومديره، لذا قام المؤلف بجمع أكثر الأخطاء التي يقع فيها الناس في معالجة الأخطاء، في محاولة لتسديد محاولات الإصلاح، لنقوم بواجبنا في النصح والرعاية، ونحفظ حقوقنا وحقوق من نحب.
مؤلف كتاب أخطاؤنا في معالجة الأخطاء
عادل فتحي عبد الله: كاتب ومؤلف سعودي، مهتم بالجانب الاجتماعي الأسري والتربوي، له عدد من المؤلفات، منها:
كيف تصبح أبًا ناجحًا.
احتياطات حتى لا ينحرف الأبناء.
كيف تفكِّر بطريقة علمية؟
أخطاء شائعة يقع فيها الأزواج.