انتبه لما تقوله لنفسك!
انتبه لما تقوله لنفسك!
الكلمات تمتلك القوة لتدمِّر، ولكنها أيضًا تمتلك القوة لتبدع، فالكلمات لها تأثير فينا، وهي أكثر من مجموعة حروف مرصوصة معًا؛ بل هي حزمة من المشاعر يمكن أن تجعلنا نشعر بالروعة، وممكن أن تكون كلمات جارحة سامَّة، تجعلنا نشعر بالسوء، وتؤثر الكلمات وما نتفوَّه به في ثقتنا بأنفسنا، لذا يجب أن نختار الكلمات التي نقولها لأنفسنا بحكمة، لأنها هي ما يصنع واقعنا، ونحن لا يمكننا تغيير ما لا نعترف به، لذلك يجب أن ننتبه لذلك الصوت الذي يتحدث داخل رأسنا، وحالما تفعل ذلك، ستندهش من عدد المرات التي تضبط فيها نفسك وأنت تقول أشياء سيئة عن نفسك، فاستمر في الاستماع، وحينها ستبدأ في استبدال العبارات السلبية بأخرى مقوِّية تلقائية.
يرتكز معظم حديث النفس السلبي على ثلاثة أنماط تُسمَّى بالخطر الثلاثي، أولها “لكن المخاوف”، فعندما تجد نفسك في موقف جديد وتكون غير واثق من النتيجة تشعر بالخوف، وتبدأ بسؤال نفسك: لكن ماذا لو أخفقت؟ وللتغلُّب على ذلك من الأفضل سؤال نفسك، ماذا لو كانت مخاوفي غير صحيحة؟ وثاني الأنماط هو: “لكن الأعذار”، ويمكن أن تتسلَّل العديد من الأعذار إلى حديثك مع نفسك، فتجد نفسك تقول: لكن أنا لا أملك الوقت، ونحن نحب “لكن” المرتبطة بالأعذار كثيرًا؛ لأنها تصرفنا عن فعل الأشياء التي لا نريد القيام بها، ويجب أن ندرك أن العذر ليس السبب الحقيقي وراء تقاعسنا، فهو مجرد غطاء لشيء لا نريد مواجهته، وثالث الأنماط هي: “لكن انعدام الثقة”، وتظهر عندما تقول لنفسك، لكن أن لست جيدًا بما فيه الكفاية، وعندما نقنع أنفسنا بهذه الكذبة فنحن بذلك نعترض طريق كل آمالنا وأحلامنا.
ويأتي انعدام الثقة من المعتقدات التي نؤمن بها، فالفكرة ليس لها تأثير كبير فيك، ولكن المعتقد يسيطر على الشخص، والفرق الوحيد بينهما هو أن المعتقد فكرة أقنعت نفسك بأنها حقيقية، إذ إن حديثك النفسي الذي يدعم المعتقدات يحدِّد نوعية مشاعرك، وكل حديث النفس السلبي سيخلق حالة مزاجية مزعجة، ولذا فإن معرفة معتقداتك وتدوينها كفيل بجعلك تتخلَّص من أثرها في نفسك.
الفكرة من كتاب تخلَّص من “ولكن”
إن من المحزن التفكير في أن الناس غالبًا ما يُرغَمون على الاستسلام لكلمة “لكن” بسبب أصدقائهم أو أسرتهم، وهذا يحدث في أغلب الأحيان، فتجد عديدًا من الناس يرغبون في فعل شيء ما، لكنهم يخافون نظرة الناس لهم، ويتوقَّعون حدوث الأسوأ، فالبشر كائنات غريبة، تدَّعي أنها تريد الصراحة، ولكنها في الواقع تكون في حالة إنكار تام لها، فنحن نكذب على أنفسنا بشكل دائم، حين نعلن للعالم بأننا نريد شيئًا، ولكن لا نبذل أي مجهود للحصول عليه، إذ يستسلم الناس لكلمة “لكن” ويعتقدون أنها تضع قيدًا حولهم، ولكن الحقيقة المحزنة هي كلما زاد استخدام كلمة “لكن”، أصبح الإنسان أكثر ضعفًا.
وفي هذا الكتاب قام الكاتب بشرح كيفية وضع حدًّا لتدمير الذات، وكيف تدافع عن نفسك، وتتخلَّص من قول كلمة “ولكن”.
مؤلف كتاب تخلَّص من “ولكن”
شون ستيفنسون (1979-2019): متحدث تحفيزي، وكاتب أمريكي، ولد في 5 مايو 1979 بشيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية، وتُوفِّي عام 2019 عن عمر يُناهِز 40 عامًا، ولقد وُلِدَ بخلل جيني يُسبِّب مرضًا يعرف بمرض العظام الزجاجية، فكانت عظامه هشَّة للغاية، ويمكن لأقل لمسة أن تكسرها، وقد كان الكاتب قدوة للعديد من الناس إذ تغلَّب على إعاقته البدنية، وتمكَّن من تسخير إمكانياته الفطرية لمساعدة الناس، وهو واحد من الخبراء الروَّاد في القضاء على تدمير الذات، ويمتلك عيادته الخاصة للمعالجة النفسية.
من أعماله: “كيف تنجح: تحويل الأحلام إلى واقع للشباب البالغين”.