الولايات المتحدة نموذج رياديّ
الولايات المتحدة نموذج رياديّ
ومن أجل الوصول إلى تلك البيئة المثلى التي تزدهر في ريادة الأعمال، علينا بتحليل بنية الدول التي أخذت الصدارة في كونها دولة ريادية واستخلاص الدروس من تجربتها، والولايات المتحدة من الدول المتفوقة على مستوى الريادية، ويمكن إرجاع ذلك إلى جودة التعليم الذي يضبط فيه الأمريكيون كيفية إنشاء نشاط تجاري والوصول إلى رأس المال اللازم، بالإضافة إلى توافر الحرية في التعبير وفي تبادل الأفكار، إذ تسير الحرية والريادة جنبًا إلى جنب لإيجاد سبل جديدة وأفضل لإنجاز الأمور، ويمكن إرجاع تفوق الولايات إلى إنتاجها الثقافي أيضًا، إذ تتقبل كل الرواد مهما اختلفت انتماءاتهم.
ولكن يمكن حقًّا تفسير ارتفاع معدل الريادة في الولايات المتحدة بفضل انخفاض معدلات الضرائب، ففي كتب الاقتصاد يتم التعامل مع الشركات الريادية على أنها مضمونة الأرباح مستقبلًا، وهذا مما يضر الشركة لأنها في الواقع تعمل في عالم غامض يصعب التنبؤ بعوائده الاستثمارية، ولهذا تعد الضرائب من العوامل الحاسمة في ظهور الأعمال الريادية.
ومن الظروف الملائمة توفير سيادة قانونية يضمن بها الرابح حصاد مجهوده، مما يشجع الرائد على بدء عمله لضمان قدرته على جني ثمار أفكاره، لضمانه أن السيادة القانونية ستتعامل مع السرقة والاستغلال عن طريق السياسيين والمسؤولين، وتوفير ظروف الانفتاح وتسهيل الأمور على المهاجرين لتحويل أفكارهم إلى شركات على أرض الدولة، بمنح الطلاب الأجانب تأشيرات عمل بهدف تمكينهم من الدراسة، وتوفير الفرصة للعمل في ما بعد بشركة في الدولة المضيفة أو إطلاق مشاريعهم الخاصة، فسياسات الهجرة المفتوحة التي تعمل على جذب أي عامل والمحافظة عليه فرصة أكبر في جذب أصحاب الروح الريادية العالية.
الفكرة من كتاب مدخل إلى ريادة الأعمال
كثيرًا ما نسمع مصطلح ريادة الأعمال والشركات الريادية، ولكننا لا نعرف حقًّا ما هي ريادة الأعمال تلك وما دورها وما فوائدها لنا -نحن الأفراد- أو لمجتمعاتنا ككل، وفي هذا الكتاب يساعد الكاتب في توضيح غموض هذا المصطلح مما يرقي وعينا بريادة الأعمال ويزيد من حرصنا على دعمها وتوفير البيئة المثالية التي تساعد على انتشارها.
مؤلف كتاب مدخل إلى ريادة الأعمال
إيمون باتلر: كاتب واقتصادي ومدير لمعهد آدم سميث، حصل على درجات جامعية في كل من علم النفس والفلسفة والاقتصاد من جامعة سانت أندروز، ودرّس الفلسفة في كلية هيلزديل كوليدج بميشيجان قبل أن يعود إلى المملكة المتحدة للمساعدة في إنشاء معهد آدم سميث في أواخر السبعينيات من القرن العشرين.
تولى منصب رئيس تحرير مجلة “بريتيش إنشورانس بروكر”، كما ألف كتبًا عن اقتصاديين آخرين كالاقتصاديين ميلتون فريدمان وآدم سميث، كما كتب مقدمات عن مفكرين مثل لودفيدج فون ميزس وميلتون فريدمان، وله عديد من الإسهامات في الإعلام المقروء والمرئي والمسموع.
من أهم مؤلفاته:
آدم سميث: مقدمة موجزة.
مدخل إلى الديموقراطية.
المدرسة النمساوية في الاقتصاد.
معلومات عن المترجم:
محمد مطيع: خبير ومحلل اقتصادي مهتم بالفلسفة والسياسة، ويكتب مقالات في الاقتصاد والسياسة ومن أهم ترجماته:
مدخل إلى الديموقراطية.
مدخل إلى اللا مساواة الاقتصادية.
الفقر والحرية نماذج حول العالم.