النموذج يجلي الفكرة ويقوِّيها

تسيل الأفكار في المخيِّلة على هيئة أشكال هلامية القوام زئبقية الملمس، سريعة الحركة وشديدة التفلُّت، وكثيرة هي الأفكار التي كانت مجرد ومضات نور في العقول ولكنها تاهت عن طريق تحوُّلها إلى مشاريع ملموسة على أرض الواقع لأنها لم تربط بطرف ولم تؤطَّر في نسق ولم تدون!

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ولأن الأفكار أضعف ما تكون حال بداياتها، يحتاج أمر تقويتها وتدعيمها إلى تدوينها بدايةً وترتيبها في جداول ونماذج، إذ لا شيء يحوِّل الفكرة إلى واقع ملموس ويدفع بها إلى الأمام أكثر من النمذجة.

وعملية تجهيز النماذج لا تتطلَّب الكثير من الحرفية والخبرة ولا حتى الموارد، ولكنها تساعدك في المقابل على فهم تصوُّراتك أكثر وتبعث الحافز في داخلك، فأنت بهذه النماذج البسيطة ترى أفكارك المبعثرة أخيرًا واقعًا متجلِّيًا بين يديك يمكنك التعديل عليه وتقويته والاستثمار فيه، فتحويل الأفكار إلى واقع مشاهَد مهما كانت الوسائل متواضعة وعادية، أمر مهم جدًّا لدفع الآخرين أيضًا إلى فهمها والاقتناع بها، ودخولها طور التشكُّل والنمو، كما يحدث مع الجنين تمامًا، لهذا يقال إن صورة الشيء تساوي ألف كلمة تشرحه، وهذا تمامًا ما تقوم به النماذج من حيث تقريب الصورة وتجسيد الفكرة.

ويتوقف نوع النماذج وشكلها كذلك على نوع العمل والفكرة المتصوَّرة، ولكن المهم هو البدء في تأطير هذا النموذج، فالمهم أن تبدأ؛ على طرف ورقة أو على قطعة خشب أو حتى إسفنج لا يهم؛ المهم أن تبدأ وأنت موقن متفهِّم أن الأفكار الجديدة هشة ضعيفة سهلة الكسر، والنماذج تتيح لها فرصة تجسُّد البدايات والتحوُّل من خيال إلى حس مشاهد وملموس، وكل ما سيأتي بعد ذلك سيكون أشبه بالمعجزة من حيث نموها وتطورها واشتداد ساعدها؛ المهم أن تبدأ.

الذهاب إلى العمل وأداء الوظيفة لغرض الحصول على مقابل مادي أمر ضروري وفي غاية الأهمية، ولتحقيق تقدُّم ملحوظ في الجانب الوظيفي يعمل التيقُّظ الحقيقي على تحويل هذه الوظيفة من مجرد أداء واجب ينبغي الالتزام به إلى مضخَّة دافعية وتشبُّع، لينقلنا من مبدأ التشبُّث بموقع العمل الحالي إلى العمل على التطوير والترقي، ومن التعامل مع الوظيفة برتابة وجمود إلى العمل على الابتكار والتغيير، والانتقال من موقع المتلقي للأوامر والتوجيهات إلى موقع المبادر.

كل هذا وغيره يحاول هذا الكتاب عرضه والتركيز عليه، وذلك بالدعوة والتحريض على روح التيقظ والتحرر من قضبان الاعتياد إلى فيافي الأفكار الخلاقة واستثمار الموارد والقدرات بأقل ما يتاح من فرص وإمكانيات.

سحر الهاشمي: مؤسسة جمهورية القهوة، وهي سيدة أعمال بريطانية من أصل إيراني، اشتغلت في المحاماة لفترة طويلة، وتم اختيارها ضمن أكثر 100 سيدة مؤثرة في المجتمع الإنجليزي، ونالت العديد من الألقاب، وفتحت لها أبواب الكثير من البرامج الإذاعية والتليفزيونية، ومن مؤلفاتها: “الجميع قادرون” و”جمهورية القهوة”.