المُرُونةُ العصبيةُ وإعادةُ تشكيلِ تَرَابُطِ الخلايا العصبية
المُرُونةُ العصبيةُ وإعادةُ تشكيلِ تَرَابُطِ الخلايا العصبية
يمكنك إعادةُ برمجةِ مُخِّكَ للعملِ من أجلِ مَصْلَحَتِكَ أنت، بدلاً من عَدَاوتِهِ إياك، باستخدامِ المُرونةِ العَصَبيّة.
المُرونةُ العصبيةُ تَعني إعطاءَ أجزاءَ من المُوصِّلاتِ العصبيةِ بالمخ؛ أدوارًا ومهامَّ جديدة، لذلك هي تُغيرُ طريقةَ تفكيرِك.
تلك الطريقةُ قائمةً علي تركيزِ وتوجيهِ الانتباهِ الواعي.
وهي تُمكِّنُكَ من كشفِ خِداعِ الرسائلِ الكاذبة، بدلاً من تصدِيقِهَا، فعندما توجِّهُ انتباهَكَ وتنتقي خِياراتِك؛ حينها ستسطيعُ إعادةَ بَرمجةِ عقلِك.
إحدى النساء تعرضت لسكتةٍ دِماغية، أدت إلى توقفِ نِصفِ عضلاتِها عن الحركة، ورُغمَ مُحاولاتِ مُوظفي إعادةِ التأهيلِ المُضنية، لم تتعافى السيدة، بل انتكست بسبب شُعورِهَا بالفشلِ الذريع؛ لأنها لم تُشفى سريعًا كما توقّعَت.
ولكن بعد أن تعرفت على رسائلِ الخِداعِ التي كانت تدعوها إلى الاستسلام، وتغلبت عليها، وانتقت رُدودَ أفعالِها الإيجابيةَ الداعمةَ لها، شُفْيَت السيدةُ من آثَارِ السكتةِ الدِماغيةِ تمامًا.
المَسْحُ الدِماغيُّ لها أظهرَ إعادةَ ترابُطِ الخلايا العصبيةِ في مُخهَا بسببِ تركيزِهَا على ما ينفَعُهَا، وتجنُّبِ ما يَضُرُّهَا، فأخذت أجزاءُ جديدةٌ في المُخِّ مَهَامَ تحريكِ الجِسمِ بالتوجيهِ الذاتي، والمُرونةِ العَصَبيّة.
الفكرة من كتاب أنتَ لستَ مُخّك!
معظمُ الناس يقضون وقتًا كبيرًا من حياتِهِم في حَلْقةٍ مُفْرَغة؛ كرَدةِ فعلٍ لمُجابهةِ كُلِّ ما يحدثُ داخلَ عُقُولِهم من الأفكارِ السلبية، مثلِ الخوفِ من التحدُّثِ أمام الجماهيرِ ورَهَابِ العَلاقاتِ الاجتماعية؛ حيثُ يُرسِلُ المُخُّ رسائلَ تُخبرهُم بأنهم بِلا قيمة، ولا يستحقون الحياة أو الحب.
كتاب “أنت لست مخك” يدعونا إلى تغييرِ وتحدي تلك الأنماطِ الراسخة؛ عن طريق التركيزِ على جعلِ المُخِّ حليفًا لك، بعد تحييدِ عَدَاوَتِه. من خلال هذا المُلخص؛ ستتعرفُ على حِيَلِ المُخِّ وكيفيةِ مُواجهتِهَا، فهو له رسالاتٌ خادعةٌ عديدة، تُبرمجُنَا بِصِبْغَةِ الأفكارِ السلبية، أشهرُهَا “أنا لستُ جيدًا بشكلٍ كاف”.
من الآن فصاعدًا، لا تُصدق مُخّك، ولا تَتّبِعْهُ اتباعًا أعمى بلا بَصِيِرَة؛ فالأفكارُ السلبيةُ تلك، لا تُعبِّرُ عنك أنت، هي رسائلُ مَبتورةُ بِلا أصل داخِلَ مُخِّك. لا تستمِع إليِها.
مؤلف كتاب أنتَ لستَ مُخّك!
“جيفري شوارتز”، يعمل كطبيب بشري وباحث في الطب النفسي، في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا – لوس أنجليس، وتُركزُ أبحاثُهُ على مَجالِ المُرونة العصبية – ذاتيةِ التوجيه- وعلاقتِها باضطراب الوَسواس القهري.
وأما “ريبيكا جلادينج”؛ فهي تعمل أيضًا طبيبة بشرية، شَغَلَتْ منصِبَ أستاذةِ الطبِّ الإكلينيكي، وعمِلَت كطبيبةٍ نفسيةٍ مُعالِجة، في جامعة كاليفورنيا- لوس أنجليس، ولديها خبرةٌ واسعةٌ في دِراسةِ التأملِ الواعي والتوتر والاكتئاب .