المعجزة الكبرى
المعجزة الكبرى
يعلم الجميع أن القرآن الذي بين أيديهم هو أكبر معجزة جاءت من عند الله (عز وجل) للبشر، أكبر من معجزة عيسى (عليه السلام) في إحيائه الموتى بإذن الله، ومن عصا موسى ومن ناقة صالح (عليهما السلام) وغيرها من المعجزات، فما سر هذا التفوق على كل ما سبقها من معجزات؟
قد يظن البعض أن معجزة القرآن تكمن في أسلوبه وبلاغته وتحدي البشر به، وصلاحيته لكل زمان ومكان والعديد من الأسباب، وكلها أسباب صحيحة وواضحة، لكن يبقى سر إعجازه الأعظم في قدرته على التغيير، تغيير أي إنسان من أي حال إلى إنسان آخر، عالمًا بالله، عابدًا له في كل أموره وأحواله.
ويبدأ التغيير الذي يحدثه القرآن بدخول نوره إلى القلب، وكلما دخل النور إلى جزء من أجزائه أضاء ما به من ظلمة أحدثتها المعاصي والغفلات واتباع الهوى، وبالتدريج يزداد النور في القلب، وتزول الوحشة، وتنشط الحياة فيه، ويعيش صاحبه حياة جديدة لم يشهدها من قبل حيث يُطرد الهوى وحب الدنيا من قلبه.
وللقرآن تأثير قوي يفوق ما يمكن تخيله، وضرب الله سبحانه وتعالى مثلًا بذلك إذ يقول: ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚوَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾، وفي هذا المثل دعوة للتفكير في قوة القرآن ليكون حجَّة على الجميع، ويبطل دعوى من ادَّعى أنه ليس جديرًا بالتدبر.
الفكرة من كتاب كيف ننتفع بالقرآن؟
ينتهي الواحد من ختم القرآن عدة مرات دون أن يجد أثرًا لهذه القراءة في أفعاله وسلوكه، ويحاول الكاتب في هذا الكتاب إعادة النظر إلى الهدف الأسمى من نزول القرآن ليحدث التغيير المنشود، ويطرح بعض الأساليب للمساعدة على حدوث هذا التغيير، وكيف يساعد القرآن في زيادة الإيمان في قلب المسلم.
مؤلف كتاب كيف ننتفع بالقرآن؟
مجدي الهلالي: كاتب وطبيب وداعية مصري، قدَّم عشرات الكتب في الدعوة والتربية الإيمانية التي تهدف إلى ارتقاء الفرد بنفسه والتخلُّص من مثبِّطات الهمم، وله العديد من الخطب والتسجيلات والمقالات في مختلف الصحف والمواقع الإلكترونية، شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية، عمل بالسعودية فأقام في المدينة المنورة إلى أن توفي بها سنة 2005م.
من مؤلفاته: “الإيمان أولًا فكيف نبدأ به” و”كيف نحب الله ونشتاق إليه”، و”التوازن التربوي وأهميته لكل مسلم”، و”كيف نغير ما بأنفسنا” و”غربة القرآن”.