المعايير والانفعالات
المعايير والانفعالات
توفِّر لنا المعايير الاجتماعية الوقت والجهد والضغط النفسي، ومع ذلك فإنها لا تطبق من تلقاء نفسها، فهي لا تتحقق إلا عندما يطبقها الجميع بلا استثناء، حتى نتجنب اصطدام بعضنا ببعض نفسيًّا وماديًّا، فلا حاجة -مثلًا- إلى التفكير حول ما إذا كان ينبغي الدفع مقابل سلعة أم سرقتها.
وذهب كثير من الأكاديميين إلى أن “المصلحة الشخصية” هي الدافع الطاغي وراء عملية التبادل بين المستهلك والبائع، حيث إن خسارة المشتري تعني مكسب البائع، والسعر الأقل للمشتري يعني ربحًا أقل للبائع، ومن ثمَّ يتصارع كلا الطرفين حتى ينتصر أحدهما، كما أن الانحياز إلى المصلحة الشخصية يظهر في كون المستهلك يرى في السعر الأقل أنه السعر الأكثر عدلًا، ومن ثم تؤثر المصلحة الشخصية في الطريقة التي نصدر بها الحكم بالعدل أو الظلم، ونتيجة ذلك تنشأ المشكلات عندما يظن الناس أن معاييرهم الشخصية هي ذاتها المعايير الاجتماعية.
وتختلف حدَّة الانفعالات بحسب ما إذا كانت معايير العدالة الشخصية هي التي انتُهِكَت أم معايير العدالة الاجتماعية، فاتصاف المرء بالعاطفة يفيده، بينما افتقاره إليها يمكن أن يدمِّره، فالعواطف الانفعالية ضرورية لتعلم المعايير الاجتماعية، فمن يفتقدون العاطفة في سن مبكرة لا يتعلَّمون المعايير الاجتماعية ولا يقدِّرونها، كونهم لا يشعرون بوخز الضمير لاتباعها.
وحين يقع الظلم على العدالة الشخصية، فإن المرء يلجأ إلى فحص هل هذا الظلم مبرر وفق العدالة الاجتماعية أم لا؟ فإن كان مبررًا وفق العدالة الاجتماعية فسيكمل عملية الشراء، وإن كان غير مبرر فسيتضاعف الضيق، لاجتماع وقوع الظلم على العدالتين الشخصية والاجتماعية.
الفكرة من كتاب خطأ في السعر
يُعد السعر العادل مسألة مهمة، لأن قيمة “العدالة” تُعد الجزء العاطفي من صنع القرار الاقتصادي، فمن دون العاطفة لا يمكننا اتخاذ القرارات، إذ ينطوي السعر العادل على أكثر من مجرد كونه سعرًا رخيصًا، إذ يتضمَّن حصولك على قدر ما تدفع، كما ينطوي على أن تكون أمينًا وصادقًا في تعاملاتك، وأن تزرع الثقة في الآخرين.
ولكي نكون متصفين بالعدل، علينا أن نفهم ما الذي يريده العملاء، وما الذي بمقدورهم دفعه، وكيف يمكننا منحهم قيمة ما يدفعون؛ فعدالة السعر تمس الجميع مستهلكين وتجَّارًا؛ ولك أن تسأل نفسك لماذا إذا أعدَّت لك زوجتك وجبة الغداء، فإنك لا تدفع لها مقابل إعدادها الطعام، وإذا كنت في أحد المطاعم، فإنك قد تترك بقشيشًا للنادل على خدمته؟!
مؤلف كتاب خطأ في السعر
سارة ماكسويل Sarah Maxwell خبيرة في مجال التسعير العادل، وتشغل منصب أستاذ مساعد بجامعة فوردهام، وهي المدير المشارك لمركز فوردهام للتسعير، تكتب في عدد كبير من الدوريات، وعملت في مجال تقديم الاستشارات في دول عديدة؛ كالهند والصين والبرازيل.