المظاهر الجسدية العامة للمدخِّن
المظاهر الجسدية العامة للمدخِّن
إن أضرار التدخين لا تتوقَّف على مكان استقراره المباشر في الجهاز التنفُّسي فقط، وإنما في أثناء مرور الدخان وانتقاله من الرئة إلى الدم ووصوله إلى الأجزاء المختلفة من الجسم، كل هذا له تأثيرٌ وأضرار بدايةً من الفم، حيث يتسبَّب التدخين بحروق مزمنة ويتم تخريب مستقبلات إحساس المذاق في الفم وإحساس الشم في الأنف وتزداد التقرحات وتقلُّ المناعة في الفم والأنف فتزداد نسب حدوث العدوى كما يتكون ما يسمى باللطخات البيضاء (leukoplakia) وهي مكوِّن قبل سرطاني، أي إنه في أغلب الحالات إذا ظهر يتبعه سرطان في نفس المنطقة.
أما عن سرطانات الأنف والفم واللسان والغدد فتتضاعف نسبةُ حدوثها سبعًا وعشرين مرة، كذلك فإن أسنان المدخن يغلب عليها اللون الأصفر بسببِ التغيرات الكيميائية الحادثة في بيئة الفم وتلتهب اللثة وتتقرح، وعلى مستوى الجهاز الهضمي فإن معدة المدخن وأمعاءَه أكثرُ إصابة بالقُرح من غيره، كما أنه معرض للإصابة بمرض ارتجاع المريء وذلك لأن المواد الكيميائية المهيِّجة تعمل على زيادة إفراز الحمض داخل المعدة وارتجاعه إلى المريء بسبب زيادة الضغط على الجزء السفلي من المريء، ومن ثم يسبِّب أيضًا ارتجاع المريء تقرحات والتهابات في جداره.
وتأثير الدخان على الجلد إما أن يكون مباشرًا عن طريق التماس بالدخان وإحراقه وتقرحاته وإما أن يكونَ غير مباشر من خلال المواد السامة التي تصل إلى الجلد بواسطة الدم فتظهر التجاعيد الجلدية (الهِرم المبكر) والتشققات الجلدية بسبب الجفاف ويُفقَد الشعر بسبب نقص التروية الدموية، وفي حالات أكثر شدة قد يصاب المدخن بسرطان الجلد المميت (الميلانوما).
أما عن العظام فالتدخين من أهم العوامل المسببة لهشاشة العظام بسبب نقص التمعدن لأن غاز أول أكسيد الكربون يقلل من عملية البناء العظمي، ويُعجّل من سن اليأس عند الإناث مما يفقدهن الهرمونات التي تحميهنَّ من الهشاشة مثل (الاستروجين)، وأخيرًا تأثير التدخين في العين هو أيضًا إما تأثير مباشر أو غير مباشر ويؤدي إلى التهاب الملتحمة وقد يحدث عتامة عدسة العين مما يهدد بالعمى.
الفكرة من كتاب التدخين آفة العصر
يشكِّل التدخين أخطارًا متزايدة وأضرارًا متلاحقة بالشباب وكبار السنِّ بل والأطفال، وصار طعنةً في ظهر المجتمعات الطامحة في التقدم لما يسبِّبه من أمراضٍ وعِلل تؤثِّر صحيًّا في أفراد المجتمع فتجعلهم عاجزين بحاجة إلى رعاية مستمرة.
في هذا الكتاب يتحدث مؤلفه عن التدخين ويُفرِد أحاديثَ مطوَّلة عن آثاره السلبية في الصحة، بدايةً من الجهاز التنفسي إلى باقي الأجهزة، كما يفسر عملية الإدمان كسلوك بيولوجي.
مؤلف كتاب التدخين آفة العصر
سمير أبو حامد: كاتب وطبيب بشري، له عدة مؤلفات في مجال الطب، مثل: “مرض الزهايمر.. النسيان من نعمة إلى نقمة”، و”الجلطة الدماغية”، و”البدانة مرض العصر.. من الألف إلى الياء”.