المشاعر قبل أي شيء
المشاعر قبل أي شيء
لا شك أن كل حوار يدل على وجود شيء من الاختلاف، وإذا جرى حديث بين شخصين دون وجود ما يختلفان حوله، فإن الأولى أن يسمى حديثهما اتصالًا وتواصلًا.
لكن في الحوار الناجح والصحيح يكون هناك اختلاف بين أفراد الأسرة حول شيء ما، وتكون هناك رغبة في الوصول إلى رؤية مشتركة أو قرار موحد، لكن لا يكون هذا هو المطلب الأول، وإنما يكون التواصل والاندماج هو الهدف الأول، ويمكن أن نرصد حرص الأسر على مشاعر أفرادها في العديد من المواقف، منها: أن يكون المحاور حريصًا على فهم ما يحرِّك مشاعر الشخص الآخر، فهناك كلام يبعث على السرور وآخر يثير الشك والقلق، والمحاور الناجح هو الذي يستعمل المشاعر الصحيحة في وقتها المناسب.
تتطلَّب مراعاتنا مشاعر من يحاورنا ويتحدث إلينا أن نكون كرماء في التفاعل معه لأن ذلك يشجعه على الكلام، ويجعله يشعر بالثقة تجاه الأفكار التي يقدِّمها، ويتجلى هذا الكرم في إشعارنا بأننا متابعون له بدقة، وحين نسمع منه كلامًا جيدًا؛ فإننا نثني عليه، والتواصل البصري بين المتحاورين مهم أيضًا، والحقيقة أن التقاء الأعين يساعد على تنظيم التفاعل الداخلي بين المتحاورين.
الفكرة من كتاب التواصل الأسري
إن التواصل الأسري هو الذي يُمكِّن الأسرة من أن تكون أسرة متفاهمة ومترابطة وناجحة، ويمثل هذا الكتاب محاولة جادة لإعادة مفهوم التواصل بين أفراد الأسرة بلغة بسيطة وميسَّرة، ويوضِّح أيضًا فنون الحوار وما يجب تجنُّبه، وما يجب اتباعه لتصل الأسرة إلى ما يسمَّى الحوار الناجح / الهادف.
مؤلف كتاب التواصل الأسري
عبد الكريم بن محمد الحسن بكَّار: كاتب سوري وأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود.
حصل على البكالوريوس من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، وعلى الماجستير والدكتوراه من قسم اللغة بالكلية نفسها. له العديد من المؤلفات والكتب، منها:
العولمة.
عصرنا.
القراءة المثمرة.
العيش في الزمان الصعب.
مدخل إلى التنمية المتكاملة.