المستشفى
المستشفى
كان المستشفى قبل ثلاثين عامًا مرادفًا للموت شبه المحتوم، وكثير من المسنين ولدوا وترعرعوا في عهد لم يكن للمستشفى فيه سمعة حسنة وظلوا زمنًا تحت هذا التأثير، أما اليوم فيعدُّ المستشفى ممرًّا شبه إلزامي في حياتنا سواء لاستشارة خارجية أو لإقامة قصيرة بهدف إجراء فحص دقيق أو لمعالجة مرض يتطلَّب مراقبة مختصين على مدى ساعات، ولم يعد مصدر خوف كما كان عليه الحال قبل ثلاثين عامًا، ومما ساعد على ذلك أنسنة خدمات المستشفيات سواء حكومية أو خاصة بتقليل أعداد المرضى في الغرفة الواحدة وتجهيز الغرفة بدورة مياه خاصة وهاتف وتلفاز، وغيرها من التجهيزات لتسهيل إقامة المرضى وجعلها أكثرَ قبولًا.
وتكمن الصعوبات الأساسية التي يصادفها الأشخاص المسنُّون في إقامتهم بالمستشفى بتغيُّر البيئة التي اعتادوها من حيث العادات والمكان والأشخاص المختلفين عما اعتادوه، وكلما تقدم الشخص في السن أصبح التكيُّف أكثر صعوبة، لذا ينبغي الحرص أن تكون مدة الإقامة في المستشفى قصيرة، وتفضل الإقامة في مستشفى قريب من مسكن الشخص، ما يتيح تكرار زيارات العائلة والأصدقاء، والأخذ في الحسبان إكمال العلاج بإعادة التأهيل الوظيفي المناسب حتى يستطيع المريض المسن استئناف نشاطاته السابقة بعودته إلى منزله.
ولا بدَّ من التواصل مع الطبيب المعالج بهدف معرفة التشخيص والاستعلام عن الحالة الصحية ومعرفة الإمكانيات العلاجية المتاحة، وبعض المسنين يعانون ضعفًا عامًّا أو إعاقة معينة، لذا يلزمه دار متخصِّصة لتأهيل المسنين للوصول إلى حياة مستقرة بعد التأهيل البدني والنفسي وظروف إقامة وإطعام لائقين، ويمكن القول إن معظم المرضى يستطيعون العودة إلى مساكنهم بفضل العناية المناسبة التي يقدمها معالجون لديهم حافز للعمل.
الفكرة من كتاب طب الشيخوخة
يتناول هذا الكتاب طبيعة مرحلة الشيخوخة وما يعانيه المسنُّون في هذه الفترة على المستويين النفسي والجسدي، والآليات الخاصة بالشيخوخة ومكانة الأشخاص المسنِّين في مجتمعنا، ويبيِّن وسائل التأهيل لتفادي الإعاقة المسبِّبة للآلام البدنية والنفسية والجسمية والمؤدية إلى تكاليف اجتماعية ومالية باهظة على المستويين الشخصي والمجتمعي، وتستمر الدراسات والأبحاث الخاصة بهذا المجال من قِبَل المعالجين بهدف تحويل مرحلة الشيخوخة إلى مرحلة مثمرة في حياة الإنسان.
مؤلف كتاب طب الشيخوخة
كريستوف دو جاجيه: طبيب بشري متخصِّص في علم الشيخوخة، وهو مدير مركز تقويم علم الشيخوخة في باريس، ومن أبرز أعماله كتاب “تقنيات مقاومة الشيخوخة”.