المزيد
استمر تطوير جوجل بشكلٍ دائم، وحاول بيج وبرين على الدوام البحث عن المشكلات الموجودة في محركات البحث القديمة وخدماتها، ومُعالجة هذه المشكلات لضمان وجود منتجٍ تنافسيّ مُميّز يسعى الناس إلى استخدامه والحصول عليه، ففي ربيع عام 2004م، أطلق بيج وبرين خدمة البريد الإلكتروني Gmail، وهي خدمة بريد إلكترونيّ مُختلفة عمّا كان موجودًا حينها في العالم التقنيّ في توافر مساحة تخزين كبيرة، إذ تمثّلت مشكلات خدمات البريد الإلكترونيّ المطروحة سابقًا في صعوبة إيجاد رسائل قديمة أو الاحتفاظ بها، فتُحذَف الرسائل بشكل دوري كل شهر وذلك لتخفيف النفقات،
وكذلك لتجنّب التسبب في تبطئة الحواسيب الشخصيّة للمُستخدمين بسبب قلة المساحة المجّانية المتوافرة، لذا سعت جوجل إلى توفير مساحة جيجابايت على حواسيب جوجل الشخصية وتعادل حينها 500 مرة من مساحة التخزين المجّانية التي تقدمها مايكروسوفت، وتُعادل 250 مرة من المساحة المجّانية لياهو، وهي خدمة أمكن لجوجل توفيرها بسبب حواسيبها الفائقة، وقد أُعلن عن توافر الخدمة في شهر إبريل (نيسان) عام 2004م، لكن في اللحظة التي أعلنت فيها جوجل عن وجود إعلانات داخل البريد الإلكتروني، هاجم الشركةَ السياسيون وجماعات الدفاع عن الخصوصيّة، ، والحقيقة أنّ بيج وبرين لم يتوقّعا ذلك على الإطلاق، لكنّهما في المقابل تعاملا مع موجة الهجوم بتجاهل تامّ، ولم يتخذا موقفًا دفاعيًّا، بل نظرا إلى الأمر نظرة مُخالفة، فهذه الحملة الهجوميّة ستزيد من شهرة خدمة البريد الإلكترونيّ ومن شهرة جوجل بالطبع،
وسييجد المُستخدمون مع الوقت أن المخاوف التي طرحها الساسة والمُدافعون عن الخصوصيّة ليست حقيقيّة، وفي النهاية لم تتوقف الخدمة، والحقيقة أنّ المشكلة لم تكمُن في خدمة Gmail فقط، وإنما اختراق الخصوصيّة أمر مُحتمل بشكلٍ كبير ما دام الناس يستخدمون الإنترنت بخدماته المُختلفة، فانتقال المعلومات أمرٌ حتميّ ولا توجد حماية كاملة لها، وقد انتشرت الخدمة لاحقًا في ما بعد، وتعامل المستخدمون معها بالمُنطلق ذاتِه، ولم يتوقّف الأمر على إطلاق خدمة Gmail، وإنما قدمت جوجل إعلانًا في العام ذاتِهِ عن نيتها لتحويل 15 مليون كتاب إلى نسخة رقميّة.v
الفكرة من كتاب قصة جوجل: داخل قصة النجاح التجارية والإعلامية والتكنولوجية الأكثر إثارة في زماننا
إنّ أثر مُحرك البحث (جوجل) استثنائيٌّ في البشرية، تمامًا كنشأتِه، فهو يقدر على الإجابة عن الملايين من الأسئلة بشكلٍ سريع وأدقّ في نتائج البحث من كثير من نُظرائه، بالإضافة إلى إتاحته الدائمة ومجّانيّته، وهو يعتمدُ بشكلٍ رئيس على الإعلانات الرقميّة في جني الأموال، إذ إنه لا يُعدّ موقعًا ربحيًّا بشكلٍ مُباشر، وإنما يرتكز على المُدخلات الماديّة الثانويّة، ورغم مرور الزمن فقد احتفظت صفحة (جوجل) بشكلها البسيط الخالي من الإعلانات الصريحة، وبالرغم من نتائج البحث التي تُقدّر بالملايين بشكلٍ يوميّ فإنّ أغلب مُستخدمي هذا الموقع لا يعرفون كيف ولا أين نشأ، والحقيقة أنّ (جوجل) ليس مُجرّد قوة تكنولوجيّة كبيرة، وإنما أصبح بشكلٍ سريع قوة ماليّة ضخمة في وقتٍ وجيز، وقد اعتمد نجاحُ هذا الموقع على مؤسِّسَيهِ برين | Brin، وبيج | Page، اللذين لم يعتمدا في تنشئتهِ على البنية الهرميّة التقليديّة للشركات، حتى يعملَ كُلّ شخصٍ في جوجل على أنّهُ يطوّر شركتهُ الخاصّة وليس مُجرّد موظّفٍ يتقاضى راتبه
والحقيقة أنّ (جوجل) ليس مُجرّد قوة تكنولوجيّة كبيرة، وإنما أصبح بشكلٍ سريع قوة ماليّة ضخمة في وقتٍ وجيز، وقد اعتمد نجاحُ هذا الموقع على مؤسِّسَيهِ برين | Brin، وبيج | Page، اللذين لم يعتمدا في تنشئتهِ على البنية الهرميّة التقليديّة للشركات، حتى يعملَ كُلّ شخصٍ في جوجل على أنّهُ يطوّر شركتهُ الخاصّة وليس مُجرّد موظّفٍ يتقاضى راتبه.
مؤلف كتاب قصة جوجل: داخل قصة النجاح التجارية والإعلامية والتكنولوجية الأكثر إثارة في زماننا
ديفيد فايس: صحفيّ وكاتب أمريكي وُلِدَ عام 1960م بمدينة ناشفيل في ولاية تينيسي، تخرّج في كليّة إدارة الأعمال بجامعة وارتون.
ومن مؤلفاته:
The Bureau and the Mole.
Eagle on the Street.
Sweet Redemption.
مارك مالسيد: مؤلِّف ومُستشار ومُراسل استقصائي، تخرّج في جامعة ليهاي عام 1997م، تخصص في الهندسة المعماريّة والدراسات الحضاريّة، اشترك مع “ديفيد أي. فيس” في كتابة عديد من التقارير والأبحاث.