المدخل إلى علم الفقه
المدخل إلى علم الفقه
يُعرف علماء اللغة كلمة الفقه بمعنى الفهم، يُقال فقه الطالب الدرس أي فهمه، أما علماء الشريعة فإذا أُطلق الفقه عندهم فيراد به معرفة الأحكام الشرعية المتعلقة بأفعال العباد من حيث الحل والحُرمة، وأما حُكم تعلمه فهناك بعض الفقه الذي يجب على كل مسلم أن يتعلَّمه لكي تصحَّ عبادته كالأركان العامة المتعلِّقة بالطهارة والصلاة والصيام ونحوها، وباقي الفقه يكون من قبيل فروض الكفاية أي إذا قام البعض بتعلُّمه سقطت الفرضية عن الآخرين كأحكام الميراث.
وأخذ التشريع الفقهي عدة مراحل، الأولى كانت على عهد النبي (ﷺ)، فعندما كان يُشكل على الصحابة بعض الأمور كانوا يسألون عنها النبي (ﷺ)، وبعد وفاته (ﷺ) انقطع خبر السماء ودخل الفقه مرحلته الثانية في عصر الصحابة حيث انتشروا في الأمصار لنشر الفقه وتعليم الناس، ففي مكة والمدينة كانت الكثرة من أصحاب النبي (ﷺ) أمثال عبد الله بن عباس، زيد بن ثابت وعبد الله بن عمر وغيرهم، وفي العراق كان عبد الله بن مسعود وتلامذته.
وبدخول القرن الثاني الهجري دخل الفقه مرحلته الثالثة مع ظهور المذاهب الفقهية المختلفة، والتي كانت امتدادًا لفقه الصحابة (رضي الله عنهم) ومع تطوُّر البحث الفقهي يمكننا التمييز بين ثلاث مدارس فقهية، ففي العراق ظهرت مدرسة الرأي التي غلبت القياس والاجتهاد لقلة بضاعتهم من الأحاديث والآثار وإليها يُنسب الإمام أبو حنيفة النعمان، وعلى النقيض تمامًا ظهرت مدرسة الظاهرية على يد الإمامين داود الأصبهاني وابن حزم الأندلسي، وهي التي تمسَّكت بحرفية النص دون الغوص في علله واستنباط معانيه، وبين هذه وتلك كانت مدرسة أهل الحديث والتي كانت امتدادًا لفقه مكة والمدينة، وامتازت بعنايتها بالأحاديث والآثار نظرًا إلى كثرة الصحابة ويُنسب إليها الأئمة الثلاثة مالك والشافعي وأحمد بن حنبل.
الفكرة من كتاب المدخل إلى دراسة المدارس والمذاهب الفقهية
“من يرد الله به خيرًا يفقِّهه في الدين”.. علم الفقه من أشرف العلوم وأنبل الفنون، لتعلُّقه بتعامل الفرد مع ربه إيمانًا وعبادة، ومع مجتمعه تعاملًا ماديًّا وأُسريًّا، ولا غنى لأحد عن واحد منهما، ولكن الدارس لهذا العلم عادةً ما تعتريه بعض الأسئلة مثل كيف بدأ هذا العلم؟ وما المقصود بالمذاهب الفقهية وكيف نشأت؟ ولماذا يختلف الفقهاء فيما بينهم؟ فلأجل تلك الأسئلة وغيرها كان هذا الكتاب، فهلمَّ بنا لنتعرَّف على القصة من أولها ونبحث عن إجابات أسئلتك.
مؤلف كتاب المدخل إلى دراسة المدارس والمذاهب الفقهية
عمر بن سليمان بن عبد الله الأشقر: أحد علماء الشريعة، ولد عام 1940م بقرية برقة التابعة لمحافظة نابلس بفلسطين، وهو من بيت علم، إذ إن أخاه هو الدكتور محمد سليمان الأشقر أحد علماء أصول الفقه، حصل على الدرجة الجامعية الأولى من كلية الشريعة جامعة الإمام بالسعودية، كما حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة الأزهر الشريف بمصر.
عمل مدرسًا في كلية الشريعة بالكويت وأستاذًا بكلية الشريعة بالأردن ثم عميدًا لها، توفي (رحمه الله) في العاصمة الأردنية عمان يوم الجمعة 10 أغسطس 2012 الموافق 22 رمضان في العشر الأواخر لعام 1433 هجرية بعد معاناة مع المرض عن عمر يناهز الـ 72 عامًا.
له العديد من المؤلفات منها: “مقاصد المكلفين فيما يتعبَّد به رب العالمين”، و”المرأة بين دعاة الإسلام وأدعياء التقدم”، و”سلسلة العقيدة في ضوء الكتاب والسنة”.