المحادثة.. أخذ وعطاء
المحادثة.. أخذ وعطاء
المحادثة عبارة عن شخصين يلعبان دور المتكلم والمنصت بالتبادل، وأول ما يتبادله الاثنان هو المصافحة التي من صفاتها أن تكون عن ثقة كاملة من جهتك، تقترب فيها ممن تصافحه وأنت مادٌّ يدك نحوه، راسمًا ابتسامة خفيفة على وجهك وضغطة حازمة عند المصافحة، ولكن ليست شديدة حتى لا تؤلم من أمامك، واحرص على الاتصال البصري خلال المصافحة، وخلال المحادثة عمومًا، وإن كنت تعاني في تحقيق هذا التواصل البصري فتمرن عليه مع عائلتك وأصدقائك حتى تنجح، فهو من أهم المهارات في مجال العمل، ومن لا يتقنه يبدو دائمًا ضعيف الشخصية، ومما تراعيه في أثناء التواصل، ألا يكون حادًّا ولا يكون مباشرًا، ويمكنك أيضًا أن تكتفي بالنظر إلى وجهه ككل بدلًا من العينين.
وبجانب الاتصال البصري الذي يشعر من أمامك أنك منصت، يمكنك لفت انتباهه لأفعاله وإظهار تقديرك لها، وإن لم تكن لك معرفة سابقة به فيمكنك دائمًا أن تنتبه لحديثه وتبحث عن تلك الأمور الصغيرة التي يفعلها، ولكن قد لا يلقى عليها التقدير المطلوب، واحرص على الالتفات للأفعال الصغيرة، فنحن دائمًا ما نسمع المديح عن إنجازاتنا الكبيرة، ولكن حين يلتفت شخص لتلك الإنجازات الصغيرة التي تستهلك وقتنا ومجهودنا، فإننا نقدر هذا منهم، المهم أن تكون صادقًا في مدحك لا متكلفًا أو مبالغًا، وأن تركز مدحك على الفعل لا الشخص، ولا تمدحه بالسلب كأن تقول “لا أصدق أنك فعلت هذا”، بل قل “لقد أعجبت بما فعلته هنا!”.
ولاكتساب مهارة ملاحظة تلك التفاصيل الصغيرة لا بد من أن تكون منصتًا جيدًا لمن أمامك، ليس فقط سماعه بشكل سلبي، بل تنصت وتسمع وتفهم وتتذكر ما قاله لك، المتحدث الجيد هو شخص لا يتكلم كثيرًا ليعطي من أمامه الفرصة للكلام ولكي يحافظ على استمرارية الحديث، ينوع بين الردود القصيرة الهادئة التي لا تشتت انتباه محدثه عما يقول مثل: “رائع” أو “ممتاز” أو “حقًّا!” أو “صحيح!” أو “معك حق”، ويكون هذا مع الحفاظ على إبداء علامات تدل على الاهتمام بمن يتحدث كأن تميل نحوه بشكل خفيف أو الإيماء من وقت لآخر والحفاظ على التواصل البصري وطرح الأسئلة للحفاظ على تواصل الحديث.
الفكرة من كتاب فن الحوار والحديث إلى أي شخص.. المهارات الإنسانية اللازمة للنجاح في أي موقف
لا خلاف على أن اللباقة في الحديث من أهم المهارات التي تساهم في مدى نجاح الفرد سواء على المستوى المهني أم الشخصي، فبالرغم من أن الإنسان يتحدث طيلة حياته فإن قلة قليلة هي التي تلتفت إلى الطريقة التي تتحدث بها وتطورها؛ بحثًا عن طريقة أفضل في التعبير عما يريدون قوله أو فعله للآخرين.
تعرِض لنا الكاتبة عددًا من المهارات والملاحظات التي ستحسّن من لغة الجسد في أثناء الحديث وطريقة عرض مشاعرنا وكيفية الخروج من المواقف الصعبة والمحرجة بشكل واثق سلس، عن طريق تناول الطريقة التي نتحدث بها مع الآخرين وكيفيتها.
مؤلف كتاب فن الحوار والحديث إلى أي شخص.. المهارات الإنسانية اللازمة للنجاح في أي موقف
روزالي ماجيو: مؤلفة وكاتبة أمريكية، ألفت 24 كتابًا فاز عديد منها بجوائز، وترجمت لها كتب بأكثر من لغة، ومن أهم مؤلفاتها:
كيف تقول ما تريد.
فن تنظيم كل شيء.