اللياقة العقلية.. فن التفكير
اللياقة العقلية.. فن التفكير
تتنوع مهارات التفكير، فمنها الناقد والإبداعي ومهارات التخطيط والتلخيص والمقارنة والتصنيف، وترتيب الأولويات، وهناك طرق عديدة لتحسين تلك المهارات وتطويرها، منها أن يتحلى المرء بفضيلة قول “لا أدري” ويدرك أنه لا يمكن أن يحيط بكل شيء علمًا، وأن يكون مخلصًا صادقًا في بحثه عن الحقيقة، والحوار الذي يعد منفذًا لك على فكر الآخرين وتفهُّم وجهات نظر المخالفين لئلا ينحصر المرء في أفكاره فيقع في التحيز، وليست الغاية أن يتفق المتحاوران في الرأي وإنما يكفي تضييق الفجوة، ومن أهم السبل شحذ الفكر والتركيز القراءة والكتابة وتدوين الأفكار، إذ سريعًا ما تُنسى ما لم تدون.
ومن المهم أن يتجنَّب المرء أخطاء التفكير مثل: التعميم والتسرع في الاستنتاج دون دراسة متأنية وبيانات كافية، وكثيرًا ما يكون التعميم نتيجة للهوى أو للجهل بأصول البحث، ومن الأخطاء أيضًا الاعتماد على معلومات غير صحيحة، ومخالطة الهوى والعاطفة للحكم أو ما يمكن تسميته بالتحيز فنتجاهل الحقائق التي تنافي النتيجة التي نرغب فيها، ومن الأخطاء شديدة الأثر المبالغة في تبسيط المعلومات حتى يتحول هذا التبسيط إلى قاعدة تحكم تفكير الناس وتعوق سبل التفكير المستقيم، ويركن الناس إلى الكسل بدلًا من طلب العلم الحقيقي بتعقيداته ومعانيه الثقيلة.
أيضًا الخلط بين تقدير العلماء وتقديسهم وإحلالهم منزلة لا تكون لبشر، فهم يخطئون ويأخذ منهم ويرد مع حفظ أقدارهم، وهذا الأمر يجعل الناس إما يسلمون دون تفكير وإما تنهدم لديهم صورة العالم إن هو أخطأ مرة وليس هذا من الإنصاف في شيء، ومثله عدم التفريق بين النص وتفسيره، وأخطاء المقارنة، والكيل بمكيالين أو تناقض الميزان الذي نزن به أمورًا متشابهة، والأخطاء التي تحصل بسبب الجهل باللغة.
الفكرة من كتاب اللياقات الست.. دروس في فن الحياة
يقدم المؤلف أفكاره عن الحياة بجوانبها كلها الروحية والنفسية والعقلية، وأيضًا الاجتماعية والصحية والمالية ليحقِّق الإنسان التوازن في حياته ويستشعر متعة المسير فيها ويصبح أكثر قدرة على النمو والعطاء، وينطلق الكاتب في أفكاره من مرجعيته الإسلامية، مركزًا على فئة الشباب الراغب في رفعة شأنه وشأن أمته.
مؤلف كتاب اللياقات الست.. دروس في فن الحياة
أحمد البراء الأميري: كاتب وشاعر سوري الجنسية، ولد عام 1944، درس الشريعة وأدب اللغة الإنجليزية، وحاصل على درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية، درَّس اللغة العربية لغير الناطقين بها، كما درَّس الثقافة الإسلامية وعلوم القرآن بجامعة الملك سعود، مستشار المكتب العربي لدول الخليج، وعضو رابطة الأدب الإسلامي.
له العديد من الكتب والمؤلفات في فنون الفكر والثقافة الإسلامية منها: “أيها الأصدقاء تعالوا نختلف” و”أريد أن أعيش أكثر من حياة” و”فن التفكير” و”كيف ننتفع بالقرآن الكريم”.