الفيروس التاجي، مقدمة لا بد منها
الفيروس التاجي، مقدمة لا بد منها
لقد اعتدنا في الفترة الماضية سماع مصطلح الفيروسات التاجية في النشرات الإخبارية والبرامج الحوارية وفي أحاديث الناس على منصات التواصل الاجتماعي، ولكن ظل السؤال الذي يراودنا جميعًا، “ما الفيروس التاجي؟”. الفيروسات التاجية هي تلك الفيروسات التي تصيب الإنسان والحيوان فتسبب له الأمراض العادية مثل نزلات البرد أو الشديدة مثل الخانوق الحنجري، وتُعد الفيروسات التاجية “حيوانية المنشأ”، ومنها سبع سلالات تنتقل من الحيوان إلى الإنسان كما انتقل “سارس” و”ميرس”.
ولحسن الحظ فقد زاد اهتمامنا بالفيروسات التاجية في الألفية الثانية بعد زيادة الأمراض الناتجة عنها، إذ اكتُشفت الفيروسات التاجية الحيوانية عام 1930م، ولم تُكتشف الفيروسات التاجية البشرية إلا في منتصف ستينيات القرن العشرين، ولكن ظلت البشرية تعرف عنه يومًا بعد آخر من خلال اكتشافات متعددة الفيروسات تاجية، إلى أن وقع ما وقع من إبلاغ الصين للمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية نهاية ديسمبر عام 2019م بوجود حالات التهاب رئوي نتيجة لمرض مجهول في ووهان الصينية، ثم أُعلِن عن اكتشاف فيروس تاجي جديد هو “COVID-19” في اليوم السابع من العام الجديد.
إذا أردنا الحديث عن الفيروسات التاجية علميًّا فإنها باختصار تكون مغلَّفة ذات حجم متوسط إلى كبير وتحتوي جينوم حمض نووي ريبوزي مفرد السلسلة موجب الاتجاه، وثمة تفاصيل علمية أخرى، ويبدو تحت المجهر الإلكتروني في شكل كروي يحتوي بروزاتٍ سطحية بصلية كبيرة (بروتينات الشوكة)، وتظهر على شكل “تاج الملك”، أو “الهالة الشمسية”، لذلك فإن اسمه الصحيح هو الفيروس التاجي أو المكلَّل، أو فيروس الهالة، وإن كان الشائع في الوسط العربي استخدام لفظة (Coronavirus) اشتقاقًا من الكلمة اللاتينية (Corona) أي: التاج، وأما عن انتقال الفيروسات التاجية التنفسية فإنها تنتقل كما تنتقل الفيروسات التنفسية الأخرى كالإنفلونزا، عن طريق التعامل مع المصاب مباشرةً والتعرض لاستنشاق الرذاذ المتطاير من أنفه أو فمه، أو بصورة غير مباشرة عن طريق لمس الأسطح والأشياء التي تساقط عليها رذاذ المصاب، ثم لمس الشخص لفمه أو أنفه أو عينيه باليد المصابة، لذلك يجب تجنب مخالطة الآخرين عن قرب، كما يلزم الحرص عند ملامسة أي أسطح خارجية وتطهير اليد فورًا.
الفكرة من كتاب كورونا القادم من الشرق: كيف أحمي نفسي وأسرتي من الكورونا؟
يواجه عالمنا اليوم معركة لا تقل خطورة عن (كوفيد-19) إن لم تكن أكثر خطرًا، وهي حرب المعلومات المضلِّلة وفوضى المعلومات فيما يتعلق بالفيروس التاجي، إذ شاركت بعض الوسائل الإعلامية في الترويج لفكرة المؤامرة وأنه ما من خطر حقيقي يواجهنا، وأخرى نشرت خرافات عدة عن كورونا، سواء الفيروس نفسه أو العلاج منه بأشياء لا صلة لها بكورونا من قريب ولا من بعيد، كل ذلك صعَّب من ظروف المرحلة الراهنة فكان لزامًا أن يخرج إلى النور ما يوضح للناس كافة حقيقة الفيروس وماهيته وكيفية التعامل معه تجنبًا للإصابة أو في حالة الإصابة، فكان “كورونا القادم من الشرق” دليلًا للحائرين، ومجيبًا للسائلين، وكاشفًا للقارئ العربي عن حقائق ومعلومات بعيدًا عن الأوهام والضلالات.
مؤلف كتاب كورونا القادم من الشرق: كيف أحمي نفسي وأسرتي من الكورونا؟
معاوية أنور العليوي: طبيب ومؤلف سوري، اهتم بالمجال الطبي والرعاية الصحية.
من مؤلفاته:
1001 ألف خرافة وخرافة طبية.