الفرق بين المدير والقائد
الفرق بين المدير والقائد
من المُتَّفَق عليه أن الإدارة والقيادة يلعبان دورًا عظيمًا في نجاح أي مؤسسة وتطورها، ولكن يجب أن نَعي الاختلاف والتعارض بينهما، فلا يصلح أن يحل أحدهما محل الآخر، فالمدير يختلف كليًّا عن القائد من حيث المواهب التي يتمتع بها كليهما ومسؤولياتهما وكذلك الدور الذي يلعبه كل منهما.
إن الإدارة موهبة يتمتع بها الأفراد القادرون على دفع غيرهم إلى التنمية والتطور، ويجدون سعادتهم في تقديم الدعم إلى الآخرين وتدريبهم وتوجيههم نحو النجاح، ويمتاز المدير الجيد بقدرته الفائقة على استكشاف مواهب العاملين لديه وإيجاد أفضل السُّبل لتوظيفها وتطويرها بدِقَّة من أجل تحويلها إلى أداء فعلي لتحقيق أهداف الشركة، كما أنه يكون على ثقة بقدرات العاملين لديه ويضع لهم معايير أعلى للأداء ويدفعهم دائمًا لتحقيق تلك المعايير حتى يتميزوا في أدوارهم، ويتمثل دور المدير ومهمته في خدمة الشركة والعاملين على حد سواء، فأفضل وسيلة لخدمة أهداف الشركة هي خدمة أهداف العاملين من خلال دعمهم وإشعارهم بأن نجاحهم المِهْني هو الأولوية، مما يحثُّهم على تحقيق إنتاجية أكبر، كذلك فإن إحساس العامل بالأمان والدعم يجعل ولاءه للمدير ويتمسك بالعمل من أجله حتى لو كان رافضًا لسياسة الشركة أو يرغب في الاستقالة.
أما القائد فيمتاز بالتفاؤل وحب الذات والتركيز، وهذه الخصائص لا تأتي بالتدريب بل هي فطرية يولد بها المرء، فالقائد الكفء دائمًا ما تكون طموحاته عالية ويؤمن بمستقبل أفضل ويسعى إلى التغيير والتطور، وذلك لا يعني أنه شخص حالم يخدع نفسه ولا يهتم بالواقع، بل يعني أنه على الرغم من صعوبات الواقع فإنه يُقيِّم التحديات ويخطط لمواجهتها والتغلُّب عليها من أجل تحقيق أهدافه. أما حب الذات فيعني الثقة بالنفس والإيمان بأنه قادر على تحقيق المستقبل الأفضل الذي تصوَّرَهُ، مع اهتمامه بأخذ النصيحة ممن يحيطون به، وحب الذات يختلف كثيرًا عن التمركُّز حول الذات، فالشخص المُتمركِّز حول ذاته يتصف بالرعونة والأنانية والغرور، كما أنه يستخدم مواهبه لخدمة نفسه فقط، على عكس القائد الكفء الذي يوظف ثقته وتفاؤله لتحقيق هدف لا يخصُّه وحده بل يشمل المحيطين به.
الفكرة من كتاب شيء واحد يجب أن تعرفه عن الإدارة الناجحة والقيادة الفعَّالة والحفاظ على النجاح الفردي
يتناول الكتاب دراسة ثلاثة من أهم الموضوعات الحيوية في عصرنا الحالي، وهي الإدارة والقيادة والنجاح الشخصي، بهدف عرضها بشكل واضح من أجل التغلُّب على الغموض والتعقيدات المرتبطة بتلك الموضوعات، ويهدف الكتاب إلى تزويد القارئ بالمعلومات المُبَسَّطَة المُوجَزَة التي تساعده على فهم الحقائق المتعلقة بمجالات الإدارة والقيادة، من خلال عرض تجارب وأمثلة فريدة لعديد من الأشخاص الناجحين والمميزين حول العالم، الذين استطاعوا التغلُّب على التحديات المختلفة وتحقيق النجاح المِهْني الممتاز.
لذا يُعَد هذا الكتاب وسيلة فعَّالة لكل من يطمح إلى تعلُّم مهارات الإدارة الناجحة والقيادة الحكيمة، وكيفية استغلال المواهب والإمكانات الشخصية، كما يناقش أهمية تعلُّم مجالات جديدة تُمكِّن الفرد من مواكبة التغيُّر المستمر في سوق العمل ومن ثم الحفاظ على النجاح الشخصي.
مؤلف كتاب شيء واحد يجب أن تعرفه عن الإدارة الناجحة والقيادة الفعَّالة والحفاظ على النجاح الفردي
ماركوس بكينغهام : مُتحدِّث تحفيزي وكاتب بريطاني، وُلد في بريطانيا عام ١٩٦٦، ودرس العلوم الاجتماعية والسياسية في جامعة كَامْبِريدْج عام ١٩٨٧، وفي عام ٢٠٠٦ استطاع تأسيس شركته الخاصة (TMBC) لإنشاء برامج وأدوات للتدريب على الإدارة، بالإضافة إلى مؤلفاته العديدة، مثل:
أولًا: خالف كل القواعد.
الآن اكتشف مواطن قوتك.
تسعة أكاذيب حول العمل: دليل القائد المتميز إلى العالم الحقيقي.