الفرق بين التلاعب والإقناع
الفرق بين التلاعب والإقناع
يكمن سر الإقناع في عدم اللجوء للتلاعب، فالإقناع القائم على التلاعب يعيش لفترة قصيرة، أما الإقناع الحقيقي فيستمر لأبعد من اللحظة الحالية، وعلى الرغم من وجود العديد من أوجه التشابه بين التلاعب والإقناع، وأن التلاعب فعلًا أحد سبل الإقناع، فإنه لا يستمر طويلًا، فالتلاعب يكون من أجل تحقيق مصلحة الفرد الشخصية، ويكون الشخص الوحيد المستفيد على المدى الطويل هو الشخص المتلاعب، إذ يركز المتلاعب على تحقيق نتائج وأهداف شخصية دون الاكتراث بنتيجة هذا أو تأثيره في الشخص الذي يتلاعب به، ويكون الخداع أو إخفاء الأدلة المنطقية والواقعية أحد الأمور الأساسية في التلاعب، إذ إن إظهار الحقائق سيسمح بطبيعة الحال أن يتوصَّل الشخص العاقل إلى قرار منطقي لا يخدم مصلحة المتلاعب، بينما يركز الإقناع على تبنِّي وجهة نظر، وتحقيق مصلحة مربحة لجميع الأطراف تلبِّي احتياجات كل فرد على نحو أخلاقي، عن طريق النقاش أو المنطق أو الاستعطاف.
وعمومًا فإن العامل الحقيقي الوحيد الذي يمكِّننا من التمييز بين التلاعب والإقناع هو النية، وسأضرب لك مثالًا على ذلك: أنت تبحث عن سيارة مستعملة أحدث من سيارتك، ولكنك لا تريد إنفاق الكثير من المال، يظهر أمامك إعلان تلفزيوني عن معرض للسيارات المستعملة، يقول لك إن لديهم تخفيضًا هائلًا فتقرِّر الذهاب لتلقي نظرة فحسب، وهكذا تحقِّق أول شرط من شروط التلاعب والإقناع وهو البحث عن الحل، فتذهب وأنت تعتقد أن الأمور تحت سيطرتك، فتلتقي البائع ليخبرك بأنها آخر سيارة من الموديل الذي تبحث عنه، وهو ما يجعلك عرضة للشرط الثاني وهو حساسية الوقت، فيأخذك ذلك إلى الشرط الثالث وهو احتمالية الخسارة، وبينما تكون هذه الشروط الأربعة مثالية للتلاعب أو الإقناع، فإن نية الشخص المتلاعب أو المقنع هي ما سيحدِّد ما قد يحدث لك.
الفكرة من كتاب الإقناع.. فن الفوز بما تريد
أنت تمارس الإقناع منذ نعومة أظفارك، هل تذكر توسُّلك لوالديك وبكاءك من أجل الحصول على قطعة حلوى إضافية أو لعبة جديدة؟ لقد كان ذلك نوعًا من الإقناع تقوم بممارسته دون أن تشعر، لكن يبدو أنك نسيت هذه المهارة أو فقدت بعضًا من الإصرار المرتبط بمهارات الإقناع لديك، فالإقناع ليس مجرد مهارة للبيع، وإنما هو مهارة للحياة.
ستتعلَّم بين طيات هذا الكتاب مهارة الإقناع، وستلاحظ تغييرًا جذريًّا في طريقة تفكيرك وتفاعلك مع الآخرين، بدايةً من ملابسك وحتى لغة جسدك، وسيتضح لك الفرق بين التلاعب والإقناع، وسمات الشخصية المقنعة، وطرق الإقناع للفوز بما تريد، فهل أنت مستعد لنيل ما تريد؟
مؤلف كتاب الإقناع.. فن الفوز بما تريد
ديف لاكاني: يعد من أبرز خبراء العالم في مجال الإقناع، ولد سنة 1965م، وهو أول خبير استراتيجي في تسريع تطور الشركات في العالم، ورئيس شركة بولد أبروتش المحدودة المتخصِّصة في استراتيجيات مساعدة الشركات في جميع أنحاء العالم على زيادة عائداتها بسرعة من خلال المبيعات والتسويق، له عدة مؤلفات منها: “فرصة للقتال”، والكتاب الصوتي “إنجاح عملية التسويق”.
معلومات عن المترجمة:
زينب عاطف: تخرَّجت في كلية الألسن قسم اللغة الإنجليزية، جامعة عين شمس، عام 2007، عملت مترجمة في مؤسسة دار الفاروق للاستثمارات الثقافية، وفي مؤسسة هنداوي في وظيفة مترجم أول، وترجمت العديد من الكتب، وحصلت على جائزة أفضل كتاب مترجم لعام 2017، من المركز القومي للترجمة بالتعاون مع الهيئة العامة المصرية للكتاب، وذلك عن كتاب “ثنائيو اللغة: الحياة والحقيقة” للمؤلف فرانسوا جروجون.