الفرد في طوفان الرقمية
الفرد في طوفان الرقمية
الوصفة السحرية للوصول إلى ملايين المستخدمين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تعتمد على عمودين رئيسين، الأول هو القصة، فلا يمكن للجمهور مقاومة قصة بسيطة سهلة الاستيعاب والتذكر، بالإضافة إلى اتفاقها مع إطارات ثقافية شائعة، وبالطبع محطمة لسقف التوقعات، أما العمود الثاني للانتشار فهو الاعتماد على مشاعر الاستثارة، التي ستدفع المستخدمين إلى التفاعل مع المحتوى ومشاركته، وأبرز مشاعر الاستثارة هو الغضب، وستلاحظ أن المحتوى المثير للغضب له الأولوية في الانتشار على باقي أشكال المحتوى.
تحولت الذات إلى علامة تجارية استعراضية، وأصبح الهاجس الأول لدى الجميع هو إثبات الأصالة، السياسيون والإرهابيون والنجوم، الجميع يريد تأكيد أن طريقة تفاعله هي طبيعته، باحثين عن الانضمام إلى هويات ومجتمعات جديدة لإشباع نزعة الانتماء والحصول على الدعم،متورطين -دون قصد- في حرب إلكترونية شاملة، سواء كانت علنية لاستهداف روح شعب ما، أم سرية لاستهداف مؤسسات ومنشآت سيبرانية لإتلافها.
كيف يشارك الفرد العادي في الحرب الرقمية؟ عن طريق الميمز | Memes، فقد يتخذها رمزًا يعبر عن هوية ما، أو محاولة لاستفزاز الآخرين، وإعلان السيطرة على الساحة الرقمية، حتى وزارة الدفاع الأمريكية تستخدم الميمز! بل وتحلل الميمز مراكز بحثها التي تمتلئ بها منصات التواصل، كجزء من عملها في تحليل البيانات، بالإضافة إلى دور منصات التواصل الواضح في الحروب الحديثة، مثل روسيا وأوكرانيا، وعدوان إسرائيل على فلسطين، وتغطيتها آلاف الصراعات اليومية في كل مكان في العالم.
الفكرة من كتاب شبه حرب.. تسليح وسائل التواصل الاجتماعي
هاتف ذكي ذو اتصال بالإنترنت أكثر فائدة من دبابة، تلك حقيقة الحرب في العصر الرقمي، فمنصات التواصل الاجتماعية ليست للتواصل فقط، بل هي عالم افتراضي متكامل، له طريقة في الحرب والتضليل، وله أساليب في جذب الاهتمام، عالم يمتلك طبيعة خاصة في محتواه، بعدما ننتهي من الكتاب، سترى نفسك فجأة على مسرح أحداث عالمي، يؤثر فيك وتؤثر فيه.
فكيف أثرت منصات التواصل في حياتنا؟ هذا سؤال تقليدي، فلنُعِد صياغته إلى: كيف دفعتنا منصات التواصل إلى حرب عالمية يومية في كل ثانية؟ وأين تقع أدوارنا؟ وهل يلزمنا معرفة كيف نمارسها أم إننا ننخرط فيها دون وعي بالصورة الكبيرة؟ ولماذا تنتشر الأكاذيب أسرع من الحقيقة؟ وكيف تؤثر في أكبر أحداث العالم؟
مؤلف كتاب شبه حرب.. تسليح وسائل التواصل الاجتماعي
بي دبليو سينجر: عالم سياسي واستراتيجي أمريكي، وُلد في 5 أغسطس في بروكلين بنيويورك عام 1974م، حصل على درجة البكالوريوس من كلية وودرو ويلسون للشؤون العامة والدولية بجامعة برينستون، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة هارفارد، بجانب عمله الأكاديمي، كما شغل منصب مستشار لعدة وكالات حكومية، بما في ذلك وزارة الدفاع الأمريكية ومكتب التحقيقات الفدرالي.
وقد كتب عديدًا من الكتب الأكثر مبيعًا مثل:
Wired for War: The Robotics Revolution and Conflict in the 21st Century
Cybersecurity and Cyberwar: What Everyone Needs to Know
إيمرسون تي بروكينج: كاتب وصحفي ومحلل أمني أمريكي، حامل لدرجة البكالوريوس في التاريخ من جامعة ييل، ودرجة الماجستير في الدراسات الأمنية من كلية الخدمة الخارجية في جامعة جورج تاون، يعمل حاليًّا زميلًا في مختبر الأبحاث الرقمية في مجلس الأطلسي، كما يشارك في تحرير مدونة Lawfare الأمنية، ويعد من الخبراء المعروفين في مجال الدعاية والتضليل الرقمي، وقد نشر عديدًا من المقالات والتقارير حول موضوعات، مثل: التطرف عبر الإنترنت، والحرب المعلوماتية، وتلاعب وسائل التواصل الاجتماعي، وقد نُسبت أعماله إلى وسائل الإعلام المختلفة، بما في ذلك صحيفتي The New York Times وThe Washington Post وشبكة CNN
معلومات عن المترجمة:
هدى يَحيى: مترجمة مصرية، تخرجت في كلية الآداب جامعة المنصورة في عام 2016م، ولها عدة إسهامات ترجمية، أبرزها:
أكاديمية الظل.
احتضارات الكون الأخضر.