الغذاء والفكر
الغذاء والفكر
تؤثر نوعية الطعام في إنتاج الهرمونات التي يحتاج إليها الدماغ للتحكُّم في عمل الجسم، فالفيتامينات ضرورية للمحافظة على حيوية الدماغ ونشاطه، ويعدُّ الجلوكوز الوقود الرئيس للدماغ، ويُحصل عليه بصورة رئيسة من النشويات والسكريات البسيطة، ولا يؤثر مستوى السكر في الدم في خلايا الدماغ وحسب بل في السلوك كذلك؛ فالأطعمة الغنية بالسكر تسبب ميولًًا عدوانية، وأكَّدت الدراسات أن الوجبات الغذائية التي تحتوي على السكر لا تدفع إلى الخمول وحسب، بل تؤثر في القدرة على التركيز.
ويؤثر ما نتناوله من غذاء في درجة إحساسنا بالألم الذي يعد نظامًا وقائيًّا يشير إلى خلل ما يُوجب اتخاذ إجراءات لتصحيح ذلك الخلل، وعند تناول كميات كبيرة من مادتي السكر والملح تستمر الإشارات المسببة للشعور بالألم في الاستمرار رغم تصحيح الخلل المسبب له، وعلى عكس ذلك فبعض الأغذية تخفِّف من حدَّة الألم كمادة التربتوفان التي تحفِّز إفراز الإندورفينات، وهي مواد كيميائية طبيعية تقتل الألم وتسبِّب الشعور بالبهجة، ويوجد التربتوفان في الموز واللوز والبطيخ والعنب.
ويؤثر الكافيين في الدماغ والجسم على نحو سريع، ويبلغ نصف عمر الكافيين عند المدخنين نحو ثلاث إلى أربع ساعات بينما يمتد تأثيره عند غير المدخِّن إلى خمس أو ست ساعات، ويسبِّب الكافيين اليقظة، وعلى عكس المتوقَّع فإن الكافيين يقلِّل من تدفُّق الدم، لذلك يستخدم في علاج الصداع النصفي.
ويؤدي نقص الفيتامينات وبخاصةٍ البائية إلى اضطرابات الذاكرة، وكذلك يؤدي نقص الحديد والزنك والكالسيوم إلى بعض المشكلات الإدراكية وخلل الوظائف الفكرية، فقد وجد علماء جامعة كامبريدج أن الحديد يساعد على زيادة قدرة الأطفال على الإدراك، ونقص الكالسيوم يؤثر في عملية التعلم عن طريق إحداث تغيرات في بنية الخلايا العصبية وفسيولوجية التعلم، وكذلك يؤدي نقص الزنك إلى ضعف الذاكرة وانخفاض القدرة على التعلم.
كذلك يؤدي ارتفاع الدهون في الدم إلى إصابة الدماغ بالشيخوخة المبكرة من ضعف للذاكرة وفقدان القدرة على التعلم، ويؤدي تراكم الكوليسترول مع تقدم الإنسان إلى جعل الخلايا أقل مرونة مما يؤثر في نشاط النواقل العصبية، وقد تحتوي بعض الأطعمة على مواد ضارة كالميكوتوكسينات والأفلاتوكسينات، وأثبتت الدراسات الأثر السلبي لمادة الأسبرتيم المستخدمة في تحلية المشروبات والأطعمة في الجهاز العصبي، ويعمل الباحثون على إماطة اللثام شيئًا فشيئًا عن تأثير الأطعمة والعناصر المختلفة في الدماغ وآلية عمله.
الفكرة من كتاب بناء القدرات الدماغية
يعدُّ الدماغ ميدانًا رائعًا للبحث العلمي وعالمًا غامضًا على الدوام، فرغم الاكتشافات التي يتم التوصُّل إليها بين حين وآخر، فسوف يظل هناك الكثير من الأسرار التي تحيط به ولا بدَّ من إماطة اللثام عنها بإجراء الدراسات والبحوث..
يتناول هذا الكتاب آلية الذاكرة وكيفية عمل الدماغ وكيفية معالجة المعلومات وما العلاقة بين أعضاء الحس والدماغ وكيفية تطوير قدرات الحفظ والتذكر والتخفيف من آثار الإجهاد على الدماغ، ويعدُّ ميدان هذا العلم من أسرع الميادين العلمية نموًّا وتطورًا؛ إذ تتمخَّض جهود الباحثين فيه عن كميات هائلة من المعلومات الجديدة.
مؤلفة كتاب بناء القدرات الدماغية
آرثر وينتر Arthur Winter: جراح أعصاب، ومدير معهد نيو جيرسي للأعصاب في ليفينغستون، وواحد من أوَّل ستة متخصصين في جراحة الأعصاب بأمريكا، مارس الطب لما يقرب من 54 عامًا وكان أيضًا رائدًا في مجال ارتفاع حرارة الميكروويف واستخدام تحفيز العصب عبر الجلد (TNS) لعلاج الألم.
كرس حياته لعائلته ومرضاه وكان مبتكرًا في مجال جراحة الأعصاب، رحل “وينتر” عن عالمنا في الـ 11 من مايو / أيار عام 2011 عن عمر يناهز الـ 88 عامًا، تاركًا وراءه رحلة عطاء في خدمة البشرية.
روث وينتر Ruth Winter: صحفية وكاتبة علمية أمريكية، حصلت على درجة البكالوريوس من كلية أوبسالا، ونالت درجة الماجستير في العلوم من جامعة بيس، عملت صحفية ومحرر علوم، ومؤلفة ما يقرب من 40 كتابًا عن الصحة والطب، وهي زوجة الدكتور آرثر وينتر.
ألف الدكتور آرثر وينتر وزوجته روث معًا العديد من الكتب منها:
Brain Workout
Build Your Brain Power
Smart Food: Diet and Nutrition for Maximum Brain Power
Consumer’s Guide to Free Medical Information by Phone and by Mail